وقول الله تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ..}
{13- باب من الشرك أن يستغيث بغير الله تعالى أو يدعوه1}
الاستغاثة: هي طلب الغوث ممن يخلصه أو ينصره، وهي جائزة إن كان المطلوب له قدرة على تخليصه كما قال تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} 2 كما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب وغيره في أشياء يقدر عليها المخلوق.
وإنما المراد استغاثة العبادة3 التي لا يقدر عليها إلا الله كما يفعله الجهال عند القبور، وطلب الأولياء ما لا يقدر عليها المخلوق.
والدعاء: هو النداء مع التذلل، والنداء مطلق الإقبال4.
{وقول الله تعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ 5} يعني: إن عبدته ودعوته {وَلا يَضُرُّكَ} يعني: إن تركت عبادته {فَإِنْ فَعَلْتَ} يعني: ما نهيتك عنه، فعبدت غيري وطلبت النفع، ودفع الضر من غيري { فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} يعني: لنفسك، لأنك وضعت العبادة في غير موضعها،
(1) في (( المؤلفات ) ): (أو يدعو غيره) .
(2) سورة القصص، ال، الآية: 15.
(3) كلمة: (العبادة) سقطت من (( ر ) ).
(4) قال في (( لسان العرب ) ) (14/262) : تداعى عليه العدو من كل جانب أقبل.
(5) سورة يونس، الآية: 106.