وقول الله تعالى: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}
{وقول الله تعالى: يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} 1 أي: في أحد، وذلك أن المنافقين قال بعضهم لبعض: لو كان لنا عقول لم نخرج مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى قتال أهل مكة، ولم يقتل رؤساؤنا، وقيل: لو كنا2 على [الحق3 ما قتلنا، قال الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما: يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية، يعني: التكذيب بالقدر4 وهو قولهم: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} 5 أي: قضي عليهم القتل وقدر عليهم إلى مضاجعهم، يعني: إلى مصارعهم التي يصرعون بها وقت القتل، ومعنى الآية أن الحذر لا ينفع من القدر، والتدبير لا يقاوم التقدير، فالذي قدر عليهم القتل وقضاه وحكم به لابد أن يقتلوا، والمعنى: لو جلستم في بيوتكم لخرج منها ولظهر الذين قضى الله عليهم القتل إلى حيث يقتلون فيه.
1 سورة آل عمران، الآية: 154.
2 في"ر": (كان) خلافا للنسخ الأخرى.
3 من هذه الكلمة: (الحق) إلى قوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم) : (ص 499) من باب لا تسبوا الريح سقط من"الأصل", وألحقته من بقية النسخ.
4 انظر:"تفسير ابن الجوزي": (1/ 481) , و"تفسير القرطبي": (4/ 242) .
5 سورة آل عمران، الآية: 154.