"يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة، فأول من يكسى إبراهيم"1 خليل الله عليه أفضل الصلاة والسلام،2 وهو أول من هاجر في الله تعالى، وقال جل ثناؤه: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} 3 قال الفضيل بن عياض4 -رحمه الله تعالى-:"عليك بطريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطريق الضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين"5.
(1) [50 ح] (( صحيح البخاري مع الفتح ) ): (11/ 377, ح 6526) , كتاب الرقائق, باب الحشر. و (( صحيح مسلم مع شرح النووي ) ): (17/ 199-200 , ح 58/ 2860) , كتاب الجنة وصفة نعيمها, باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة. والحديث عن ابن عباس وهو بالمعنى ونصه في (( صحيح البخاري ) ): (( إنكم محشورون حفاة عراة غرلا {كما بدأنا أول خلق نعيده} ال، الآية, وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الخليل ... ) )الحديث. انظر بقية تخريجه في الملحق.
(2) قوله: (عليه أفضل الصلاة والسلام) من (( الأصل ) ), وقد سقط من بقية النسخ.
(3) سورة العنكبوت، الآية: 26.
(4) هو: الفضيل بن عياض بن مسعود -أبو علي- التميمي, اليربوعي, الخراساني, الإمام, الزاهد المشهور, وقد كان من قطاع الطرق, وسبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم) ال، الآية, فلما سمعها قال: بلى يا رب قد آن فرجع وتاب, وُلد سنة 105هـ, وتوفي سنة 187هـ. انظر ترجمته في: (( سير أعلام النبلاء ) ): (8/ 421-442) , (( وفيات الأعيان ) ): (4/ 47 -50) , (( الأعلام ) ): (5/ 153) , (( صفة الصفوة ) ): (2/ 237-247) .
(5) انظر: كتاب (( الأذكار ) )للنووي: (ص 145) , كتاب تلاوة القرآن, ونقل معناه عن سفيان بن عيينة, فقال: (اسلكوا سبل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهلها) كما في (( صفة الصفوة ) ): (2/ 235) , (( الاعتصام ) )للشاطبي: (1/ 112) .