وفي الحديث أن معاوية1 لما بلغه هذا الحديث بكى حتى غشي عليه، فلما أفاق قال: صدق الله ورسوله، قال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا....} الآية،2 وأغلظها أن يكون مقصد الإنسان التمكن من معصية الله تعالى كالذي يرائي بعبادته، ويظهر التقوى والورع وغرضه أن يعرف بالأمانة حتى يولى القضاء والأوقاف والوصايا ومال اليتيم لأجل أن يأكلها.3
1 هو: معاوية ابن أبي سفيان- القرشي الأموي- أول خلفاء بن أمية, وُلد قبل البعثة بخمس سنين, وقيل: غير ذلك, ورجح الحافظ ابن حجر الأول, وأسلم بعد الحديبية, وكان يخفي إسلامه وأظهره عام فتح مكة, وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له الوحي, ولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على الشام بعد أخيه يزيد ابن أبي سفيان وبقي فيها أميرا عشرين سنة, واجتمع عليه الناس لما صالح الحسن بن علي وتنازل له- رضي الله عنهم-, وبقي خليفة للمسلمين نحو عشرين سنة, ومات في رجب سنة 60 هـ. انظر ترجمته في:"الإصابة": (9 / 231- 234) ,"أسد الغابة": (4 / 433- 436) ,"طبقات ابن سعد": (7 / 406) .
2"سنن الترمذي": (4 / 593, ح 3382) , كتاب الزهد, باب ما جاء في الرياء والسمعة."شعب الإيمان"للبيهقي: (5 / 326, ح 6807) . انظر:"تفسير الطبري": (7 / 12 / 13) .
3 انظر: كتاب"إحياء علوم الدين": (3 / 321) فقد ذكر نحوه.