فهرس الكتاب
الصفحة 260 من 695

إسرائيل، ولم يعذرهم1 النبي صلى اله عليه وسلم لكونهم حدثاء عهد بكفر، بل رد عليهم بقول: الله أكبر، إنها السنن، لتتبعن سنن من كان قبلكم، فغلظ الأمر بهذه الثلاث الكلمات2 سدا للذريعة.

يروى"أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى اله عليه وسلم 3 لأن الناس كانوا يذهبون إليها فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة،"وثبت في"الصحيحين"أن عمر رضي الله عنه قال حين قبل الحجر الأسود:"والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك4 ثم قبله"5 قال ذلك خوفا على

(1) مقصود الشارح رحمه الله بقوله: (لم يعذرهم النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ) , أي: لم يترك البيان لهم ويسكت على قولهم. بل بين لهم وغلظ الأمر بأمور ثلاثة: تكبيره لإعظام الأمر, وإخباره أن هذا من طرق اليهود والنصارى, وإخباره أن قولهم كقول اليهود لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} ، وذلك سدا للذريعة لئلا يتساهل بأمثال هذه العبارة. وأما الحكم عليهم بمقتضى قولهم فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحقيقة قد عذرهم فلم يحكم عليهم بالكفر, مع تشبيهه له بقول اليهود: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً:} , وذلك لعدم توفر شروط التكفير فقد كانوا حدثاء عهد بكفر, ويجهلون المحظور في قولهم بدليل أنهم لم يعودوا لقولهم بعد أن بين لهم.

(2) قوله: (الكلمات) في (( الأصل ) )فقط, وقد سقطت من بقية النسخ.

(3) [4 ث] (( تفسير السيوطي ) ): (7/522) , (( طبقات ابن سعد ) ): (2/100) . قال ابن حجر في (( فتح الباري ) ) (7/448) : (وجدت عند ابن سعد بإسناد صحيح عن نافع أن عمر بلغه ... وذكر القصة. انظر تخريجه والحكم عليه في الملحق.

(4) [5 ث] (( صحيح البخاري مع الفتح ) ): (3/462, ح 1597) , كتاب الحج, باب ما ذكر في الحجر الأسود. و (( صحيح مسلم مع شرح النووي ) ): (9/19-21, ح 248) , كتاب الحج, باب استحباب تقبيل الحجر الأسود. انظر بقية تخريجه في الملحق.

(5) قوله: (ثم قبله) في (( الأصل ) ), وقد سقط من بقية النسخ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام