فهرس الكتاب
الصفحة 259 من 695

صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة أخرى فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ

صلى الله عليه وسلم إلى حنين وهو واد بين مكة والطائف1 {ونحن حدثاء عهد بكفر} يعني: أن انتقالهم من الكفر إلى الإسلام قريب، والذي ينتقل من الباطل إلى الحق الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة {وللمشركين} من العرب {سدرة} أي: شجرة من السدر {يعكفون عندها وينوطون} أي: يعلقون {بها2 أسلحتهم، يقال لها} أي: تسمى {ذات أنواط} لكونها يناط بها الأسلحة {فمررنا بسدرة أخرى فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط} وقصدهم التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه {ف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الله أكبر} تعجبا من طلبتهم ذلك {إنها السنن} أي: سنن أهل الكتاب المذمومة {قلتم والذي نفسي بيده} حلف وهو لا يحلف إلا لمصلحة {كما قالت بنو إسرائيل لموسى} عليه السلام {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} 3 أي: أن4 طلبتكم كطلبة بني"

(1) جاء في (( معجم البلدان ) ) (2/313) أنه قريب من مكة, وقيل: واد قبل الطائف, وقيل: واد بجنب ذي المجاز, وأن بينه وبين مكة ثلاث ليال, وقيل: بضع عشرة ميلا.

(2) هكذا في (( الأصل ) ), و (( ش ) ), وفي (( ر ) )سقط قوله: (بها) , وفي (( ع ) ): (وينوطون أسلحتهم, أي: يعلقون أسلحتهم بها) .

(3) سورة الأعراف، الآية: 138.

(4) سقطت كلمة: (أن) من (( ر ) ), و (( ع ) ), وهي ثابتة في (( الأصل ) ), و (( ش ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام