فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 208

ونختم هذه المقدمة بكلام نفيس لأحد أعلام الدعوة السلفية في نجد، وهو الشيخ العلامة حمد بن عتيق رحمه الله تَعَالى، حيث يقول في كتابه القيم"سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك": (إن كثيراً من الناس قد يظن أنه إذا قدر أن يتلفظ بالشهادتين وأن يصلي الصلوات الخمس، ولا يرد عن المسجد فقد أظهر دينه وإن كان مع ذلك بين المشركين أو في أماكن المرتدين، وقد غلطوا أقبح الغلط. اعلم أن الكفر له أنواع وأقسام تتعدد بتعدد المكفرات وكل طائفة من طوائف الكفر عندها نوع منه، ولا يكون المسلم مظهراً لدينه حتى يخالف كل طائفة بما اشتهر عندها ويصرح لها بعداوته، والبراءة منه ... ) انتهى كلامه رحمه الله تَعَالى.

وهو واضح جلي، فلا يكون إظهار الدين وإعلان ملة إبراهيم وسلوك دعوة الأنبياء والمرسلين في مثل هذا البلد وهذا الواقع بمجرد الدندنة على شرك الأحجار والأشجار أو الأضرحة والقبور أو الصوفية والروافض وحسب، بل لابد أن يكون في مقدمة ذلك كله الصدع بسفاهة القانون والبراءة منه ومن عبيده وتحذير المسلمين من السير في ركابهم وركاب حكوماتهم أو العمل معهم في أي وظيفة تعينهم على إقرار واستمرار شركهم ومنكرهم وباطلهم العظيم هذا [7] .

بل السعي الحثيث في إبطال قوانينهم هذه ونقضها وهدمها، وإعداد أبناء المسلمين منذ نعومة أظفارهم على هذا التوحيد العملي والاعتقادي ببغضها وبغض كل من حكم بها كائناً من كان، كل ذلك من أجل إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، واستنقاذهم من أغلال الشرك إلى عزة التوحيد، والسعي إلى إعلاء كلمة الله تَعَالى وإعزاز دينه وإعادة راية الجهاد لنصرة المستضعفين ولتحرير أوطان المسلمين وإعادة الخلافة وتحكيم شرعه تَعَالى في أرضه.

وما الرسالة التي بين يدي القارئ إلاّ محاولة لسلوك هذا الطريق والدعوة إليه ولو بنزع دلو، أو بكف رمل، أو بشطر كلمة، وسميتها:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام