فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 208

والطاغوت الذي وقع الاختيار عليه؛ هو دستور الكويت وقوانينه، تلك الدولة التي طالما التبس أمرها على كثير من عميان البصائر، فأخذوا يثنون على قوانينها وقضاتها وحكومتها وحكامها، اخترناها لأجل ذلك ليدخل غيرها في كلامنا - عند هؤلاء الناس - من باب أولى.

وإليك الآن بعض الأمثلة من طاغوت الكويت، نقصد من ذكرها بيان زيف هذا الطاغوت وسفاهته وحقارته وبطلانه وكفره، وبيان أنه نابع من وحي الشياطين وأهواء البشر وأنه لا يحكم بين الخلق بالعدل بل إن قوانينه وبنوده سبب في ظهور الفساد في البلاد والعباد ومعول وُضع لهدم ما بناه الإسلام من المقاصد والقواعد والشرائع، ولهدر ما جاء الدين لحفظه وصيانته من الأعراض والأنساب والعقول والدماء والأموال.

وقدوتنا في هذه الطريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، حينما كانوا يبينون زيف وسفاهة وضلال طواغيت أقوامهم [24] .

لنخلص من ذلك كله إلى دعوة قومنا وأمتنا للكفر بهذا الطاغوت العصري، وبكل طاغوت يعبد من دون الله تَعَالى عبادة تشريع أو غيرها، والبراءة من أوليائه المصرّين على تحكيمه وعبادته وتعبيد الناس له.

فنخرجهم بذلك من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله وحده، ومن جور وظلم القوانين وسدنتها، إلى عدل ونور الإسلام، {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8] .

فَخُذْها نِبالاً مِنْ حَنيفٍ مُوَحِّدٍ تُمَزِّقُ مِنْ سُوءِ العَقيدَةِ ما يُرْدي

منَزَّهةً عن ذِكرِ ليلَى وقَدِّهَا وعَن وَصْلِ هِندٍ والرّباب وعن وَعْدِ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام