واعلم أن حديث حذيفة هذا يعم كثيراً من الوظائف التي فيها إعانة على الظلم ورفع أمور المؤمنين والمصلين إلى أولياء الياسق وعبيده، كالرقابة على كثير من المؤسسات والهيئات والتي من شأنها أن تعين على المظالم أو أكل حقوق الناس وأموالهم.
وقد روى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم - بإسناد صحيح - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنه صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: (أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ) ، قَالَ: (وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟) ، قَالَ: (أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ؛ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي ... ) .
هذا في من مضي، فكيف عند عبيد الياسق وشركياتهم؟
فكل امرئ أدرى بحاله وبعمله الذي يقوم به، وما فيه وما عليه، وكل امرئ حجيج نفسه وحسيبها، {ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} .