فهرس الكتاب
الصفحة 178 من 208

ويدخل كذلك في الوظائف الباطلة التي يجب على المسلم الموحد أن يطهر نفسه وأهله من رجسها؛ كل وظيفة فيها نوع تحاكم إلى قوانينهم، كالمحاماة والقضاء وأمثالها.

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ، قاض قَضَى بالهوى فِي النَّارِ، وَقَاضٍ قضى بغير علم فَهُوَ فِي النَّار، ِ وَقَاضٍ قَضَى بِالْحَقِّ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ) [132] .

فالقضاة إذن - كما قسمهم النبي صلى الله عليه وسلم - ثلاثة؛

قاض يقضي بالهوى وكل ما خالف شرع الله؛ فهو الهوى والجهل والجور.

وَقَاضٍ يقضي بغير علم، وليس العلم المقصود هنا طبعاً علم الحقوق والقانون، فلا نعمة ولا كرامة لمثل هذه العلوم النتنة، بل العلم الذي يجب أن يقضي به القاضي هو علم الكتاب والسنة وما سوى ذلك وسواس الشياطين.

وَقَاضٍ يقضي بِالْحَقِّ، والحق هو ما جاء في الكتاب والسنة لا غير، وأين كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في محاكمهم وقوانينهم؟ إنه كما علمت مما تقدم معزول معطل ليس له سلطان، بل السلطان كله والحق عندهم؛ لما نطق به ياسقهم - كما تقدم في المادة (53) من دستورهم وغيرها - وإذا كان الحق معزولاً معطلاً في محاكمهم،"فماذا بعد الحق إلاّ الضلال"، وشرع الطاغوت.

وكيف يحل لقضاة يزعمون الإسلام والتوحيد والإيمان؛ {أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} ؟ [النساء: 60] ، بل كيف يحل ذلك لكل من انتسب إلى دين التوحيد؟

تبّاً لكل وظيفة أو شيء من متاع الدنيا يخدش جناب التوحيد، وسحقاً لكل عقل تخيرها وقدمها على"لا إِلَهَ إِلاّ الله"والعقيدة والدين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام