يجب عليك قبل كل شيء الكفر بهذا الطاغوت - الدستور وقوانينه - وبغضه ومعاداته والبراءة منه وعدم الرضى والاستسلام إلاّ لحكم الله وحده وذلك كي تحقق معنى"لا إِلَهَ إِلاّ الله"، قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 256 - 257] .
وقال تَعَالى عن الحنيف إبراهيم: {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 75 - 77] ، وقال سبحانه عن الخليل أيضاً: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 78] ، وقال عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي} [الزخرف: 26 - 27] .
وقد أمرنا الله سبحانه وأمر نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بإتباع ملة إبراهيم هذه فقال: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 95] .
فأخذ بها صلوات الله وسلامه عليه بقوة واتبعها أحسن اتباع، وكان يبايع أصحابه عليها فيقول: (أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ وَتَبْرَأَ مِنَ الْمُشْرِكِ) [98] ، ومحل الشاهد منه أوله وآخره.
[98] رواه الإمام أحمد وغيره عن جرير وهو حديث صحيح والأحاديث حول معناه كثيرة متضافرة.