فهرس الكتاب
الصفحة 186 من 208

قد ظهر لك فيما تقدم؛ أن في وظائف الحكومات تفصيل مهم لابد من معرفته والتنبيه عليه.

فمن هذه الوظائف ما قد يكون معصية أو كبيرة، لا تخرج بصاحبها من دائرة الإسلام، ومنها ما قد يتعدى بالإنسان إلى الشرك والكفر.

فالوظيفة التي فيها قسم على احترام ياسق الكفر والسهر على حراسة القوانين الوضعيّة أو حمايتها مثلاً؛ ليست كوظيفة"الجابي"... وأمثالها.

وكذلك الوظيفة التي فيها مولاة عبيد الياسق وأوليائهم، ومظاهرتهم على الموحدين المنابذين لطاغوتهم"الياسق"ليست كوظيفة"الخازن"... وأمثالها.

وكذا الوظيفة التي فيها تحاكم إلى الطاغوت أو وصف لأحكامه بالنزاهة والعدالة، والله يعلم أنها الكفر والشرك والضلالة، أو التشريع وسن القوانين، ليست كوظيفة ربوية تخلو من الاستحلال ... وهكذا.

وأهل هذه الوظائف والِغون بالشرك والإثم والحرام، كل بحسب حاله، ولا شك أن فيهم المشرك المعاند والفاسق الفاجر والجاهل المتأول، ومنهم من قد يعذر بجهله لخفاء بعض الأمور والتباسها، ومنهم من لا يعذر لظهورها واشتهارها.

لذا فالتفصيل لابد منه، وطالب العلم يعرف ويفرق بين قولنا؛ هذا شرك أو كفر، وبين قول؛ فلان مشرك أو كافر.

ونحن عندما كتبنا هذه الأوراق لم يكن همّنا ومقصودنا؛ الانشغال والخوض والتوسع في الأعيان كفرهم وإسلامهم، وإنما مقصودنا فيها النصح للمسلمين وتحذيرهم من شرك العصر، وتنبيههم إلى ذرائعه ووسائله وأبوابه، وتنفيرهم من كل وظيفة أو منزلق يخدش جناب التوحيد، وإخراجهم من فتن هذا الزمان وظلمات عبيد الياسق إلى نور التوحيد ومنهاج الدعوة القويم وطريقها المستقيم.

فلينشغل الدعاة بذلك، وليخلصوا العمل على إنقاذ الأمة وتعليم الناس ونصحهم وإرشادهم بكل صراحة ووضوح، فالأمة في أمس الحاجة إلى ذلك.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام