ثم اعلم - هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم - أن البراءة من هؤلاء المشركين والبراءة من ياسقهم الكفري - ما دمت مقيماً بين ظهرانيهم ولم تتهيأ للهجرة إلى بلد يعمل فيها بشرع الله [116] - تستلزم منك أن تهجر وتعتزل كل وظيفة أو عمل يُقر باطلهم أو يُعينهم على تطبيق قوانينهم أو ينصرهم عليها.
فذلك كله من المتابعة والموافقة والموالاة لهم ولقوانينهم الباطلة، التي علمت بأن الكفر بها والبراءة منها وبغضها وبغض أوليائها؛ واجب من واجبات التوحيد، ولازم من لوازم"لا إِلَهَ إِلاّ الله"، التي لا يصح إسلام امرئ إلاّ بها، قال تعالى: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} [هود: 113] .
وسيأتي حديث النبي صلى الله عليه وسلم في أمراء، لاشك أنهم أقل شراً من هؤلاء، وباطلهم أهون بكثير، وقوله فيه: (وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ... ) .