وهو حسبنا ونعم الوكيل
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق.
والحمد لله القائل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 49 - 50] .
وبعد ...
فهذه نصيحة نوجهها إلى إخواننا المسلمين عامة - عوامِّهم ودعاتهم - في زمان عزّ فيه الناصحون، والْتَبَسَ فيه الحق مع الباطل، وكتم فيه كثير من المنتسبين إلى العلم ما أمرهم الله تَعَالى بأدائه وبيانه من مُهِمّات الدين وأصوله، لا نريد من ورائها أجراً، وأسوتنا في ذلك أنبياء الله حين كانوا يقولون لأقوامهم: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 109] ، ولا نريد إلاّ الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، كما قال نبي الله شعيب لقومه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88] .
ونقدم بين يديها بهذه المقدمات المهمة ...