فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 208

وأخيراً - ولكي لا يرمينا علماء الحكومات وعبيد الياسق وسدنته؛ أننا قد حرّمنا جميع الوظائف والصناعات ودعونا إلى البطالة ... وما إلى ذلك - نورد ما نقله الحافظ ابن حجر في"فتح الباري"،"كتاب الإجارة":

(كره أهل العلم ذلك - أي العمل عند أهل الشرك - إلا لضرورة، بشرطين: أحدهما: أن يكون عمله فيما يحل للمسلم فعله، والآخر: أن لا يعينه على ما يعود ضرره على المسلمين) اهـ.

وأضاف غيره شرطاً ثالثاُ: أن لا يكون في العمل إذلال للمسلم [136] .

فيستفاد من ذلك؛ أن الأولى للمسلم الموحد البعد عن وظائف حكومات عبيد الياسق عموماً، فإن كان ولابد؛ فالضابط في ذلك أن لا يكون في الوظيفة إعانة على ظلم أو باطل أو معصية أو حماية قوانينهم أو القسم على احترامها والتحاكم إليها وأمثاله، فإن له شأناً آخر كما قدمنا، وكل امرئ حجيج نفسه، والله المستعان.

يا أيها الناس إن الله يأمركم ألا تكونوا لأهل الظلم أعواناً

يا قوم لا تنصروا من ليس ينصره ولا تكونوا لمن عاداه إخواناً

يلقى العدا طاعة منكم ومسكنة مهما أرادوا ويلقى الله عصياناً

إني أخاف عليكم حادثاً جللاً لا تملكون له رداً إذا حانا

[136] انظر الفتح (4/ 452) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام