سيقول عنا عبيد الياسق العصري وسدنته ومناصروه؛ إننا جامدون! وأننا رجعيون! ... وما إلى ذلك من الأقاويل.
ألا فليقولوا ما شاؤوا، فما عبئنا يوماً ما بما يقولون، فقد قلنا ما يجب أن نقول، وإذا أرضينا ربّنا فلا نبالي.
إذا رضي"الإله"فلا أبالي أقام الحي أم"غضب الأمير"
وسيقولون وسيقول أولياؤهم وسدنة ياسقهم من الأئمة المضلين؛ بأننا خوارج وتكفيريون ... وغير ذلك - كعادتهم - لتنفير الناس عن الحق والنور.
فنحن نبرأ إلى الله من معتقد الخوارج ومن كل معتقد يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة.
فليقولوا ما شاءوا أن يقولوه، فالشمس تشرق رغم أنف الأرمد، وأسلوب إلصاق التهم للتنفير عن دعوة الحق؛ أسلوب قديم رخيص يقتدي هؤلاء فيه بأساتذتهم وشيوخهم الغابرين، فقديما قال فرعون عن موسى يوم جاء بالبينات: {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26] ، وقيل غير ذلك في أنبياء الله تعالى، من أولهم إلى خاتمهم صلى الله عليه وسلم، فقالوا؛ ساحر وكاهن ومجنون، وهذا أسلوب هابط ساقط كنبح الكلاب، ما عاد ينطلي أو يخفى على الخلق.
ما ضر أفق السما نبح الكلاب كذا ما ضر أهل الهدى من سب أو شانا
وأنت ترى - أيها الأخ الكريم - بأن كلامنا في هذه الورقات لم يخرج عن آية محكمة أو حديث صحيح أو قول صحابي أو تابع أو إمام من أئمة الدين وغيرهم من العلماء المخلصين، فمن رمانا بشيء من هذا؛ فإنما يرمي به قرآن ربه وسنة نبيه والصحابة وعلماء الأمة المخلصين.
ونحن - على كل حال - عندما كتبنا هذه الأوراق؛ لم نكن ننتظر من أكثر الناس تأييداً أو ثناءً، بل نخطّها ونحن نتوقع الأذى والعداوة والطعن والتشهير والكذب والبهتان في النفس والأهل والعرض، وهذا كله لا شيء في سبيل الله تَعَالى وشريعته وفي جنب رضوان الله تَعَالى ومغفرته - إن حصلت -
وحسبي هنا أن أتمثل بقول حسان رضي الله عنه: