فهرس الكتاب
الصفحة 171 من 208

ويلتحق - ولا شك - في الجيش والشرطة؛ العمل في المباحث أو المخابرات وجواسيس عبيد الياسق العصري، الذين يتجسسون على أهل الإيمان، ويرفعون أخبارهم إلى أوليائهم من عبدة الياسق.

بل قد جاءت الأحاديث تنهى عن مثل هذه الوظيفة الخبيثة حتى عند أئمة وأمراء الهدى.

فروى البخاري وغيره عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: (كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلاً يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ") ، والقتات - كما في فتح الباري - هو الذي يتسمع من حيث لا يعلم به، ثم ينقل ما سمعه [127] .

وفي صحيح مسلم عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: (كُنَّا جُلُوسًا مَعَ حُذَيْفَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ رَجُلٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا، فَقِيلَ لِحُذَيْفَةَ: إِنَّ هَذَا يَرْفَعُ إِلَى السُّلْطَانِ أَشْيَاءَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِرَادَةَ أَنْ يُسْمِعَهُ ... ) فذكر الحديث [128] .

وهذا في زمن عثمان - فداه أبي وأمي - فكيف الحكم والحال فيمن يعمل في مثل هذه الوظيفة عند عبيد الياسق ومشركي القانون؟ وما هو حكمه؟

لا شك أن حكمه ما رواه البخاري وغيره عن سلمة بن الأكوع قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم عينٌ من المشركين - وهو في سفر - فجلس عند أصحابه يتحدث، ثم انفتل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اطلبوه واقتلوه، فنفله سلبه) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام