أمثلة كفرية من الدستور؛ (1) من الإله المشرع في دستورهم؟
إنه ليس الله وحده ...
وهذا هو الشرك، فالشرك ليس رفض عبادة الله، بل عبادة آلهة أخرى معه، جاء في المادة (2) من ياسقهم: (الشريعة مصدر رئيسي للتشريع) ، وهذا يعني - كما هو واضح من السياق لكل من يفقه العربية ومن مذكرتهم التفسيرية أيضا - أن التشريع عندهم له مصادر عديدة أخرى غير الشريعة.
وأن الشريعة ليست إلا مصدراً تشريعياً رئيسياً؛"أشرك"معه مصادر أخرى رئيسة وفرعية، وهكذا فإن هذه المادة لا تنص ولا تعترف أبداً بشهادة أن لا إله إلا الله، بل معناها الحرفي الشرعي هو: (أشهد أن الله إله من الآلهة الرئيسة، وأشهد أن معه آلهة رئيسة وفرعية أخرى) ، وهذا شرك بالألوهية وكفر بواح ظاهر بين واضح، لا يخفى إلا على من طمس الله بصيرته وأعماه وجعله كالأنعام بل أضل.
وقد بينا لك فيما تقدم، أنّ من الشرك المستبين؛ التحاكم إلى الطاغوت، وأن الطاغوت يشمل كل تشريع سوى شرع الله تعالى.
فتعدد مصادر التشريع يعني تعدد الأرباب والألهة المعبودة من دون الله تعالى، قال تعالى: {ءأرباب متفرقون خيرٌ أمِ الله الواحدُ القهار * ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيّم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف: 39 - 40] ، وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدِّين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقُضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم} [الشورى: 21] .
وقد علمت أن جعلهم الشريعة مصدراً من هذه المصادر التشريعية المختلفة، يأخذون منها ما يوافق أهواءهم، ويتركون ما ترفضه عقولهم النخرة، هو تماماً كفعل التتار في ياسقهم - انظر وصف ابن كثير للياسق التتري في المقدمة الثامنة -