وكذا كل ما يدخل تحت لفظة"العريف"، المتقدمة في حديث أبي هريرة وأبي سعيد، الذي فيه: (فلا يكونن عريفاً ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً) .
وهو كما في"النهاية"لابن الأثير [3/ 218] ، و"الفتح"لابن حجر [13/ 168] : (القيم بأمور الجماعة أو الطائفة من الناس، يلي أمورهم ويعرف الأمير منه أحوالهم وأمورهم) .
فيدخل إذاً في مسمى العريف كثير مما يتولاه الناس من وظائف ومناصب، كالمختار والمحافظ وأعضاء المجالس البلدية ... ونحوها.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من أمثال هذه الوظيفة في أزمنة الخير والهدى.
فقد روى الطيالسي بسند حسن عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العرافة أولها ملامة وآخرها ندامة والعذاب يوم القيامة) .
وانظر ما رواه الإمام أحمد [5/ 166] ، وابن سعد وابن حبان؛ عن أبي ذر حين حضرته الوفاة، أنه قال لمن حضره: (فَأَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَنْ لا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا ... ) [وقد أورد ابن القيم الخبر كاملاً في الزاد: 3/ 535] .
فكيف يكون الحال يا أولي الألباب في زمن عبيد الياسق وشركياتهم؟! فالحذر الحذر خاصة بعدما ثبت النهي الصحيح عنها.