فهرس الكتاب
الصفحة 137 من 208

وإن المتأمل لما حواه دين عبيد الياسق من زيغ وضلال، ليستحيي أن يخوض في مقارنة بينه وبين دين الإسلام وشرع الملك الديان، وأين بشر مهازيل ضعاف تقلبهم الأهواء والشهوات من لطيف خبير بيده الأمر كله؟! وأين المخلوق من الخالق جل وعلا؟! أستغفرك ربي وأتوب إليك.

ولكن لم يكن من بد أن نبين للناس حكم الله تَعَالى، حينما كنا نذكر قوانين عبيد الياسق، وليس ذلك دفاعاً عن حكم الله تَعَالى وشرعه، فكلمة الله هي العليا دوماً والظاهرة أبداً والمنصورة سرمداً، وإنما فعلنا ذلك لنبين ونكشف لكثير من المخدوعين سفاهة دين عبيد الياسق وتفاهة شريعتهم ونقصانها وزيغها وضلالها، فبذكر أحكام الله تَعَالى وأوامره المكرمة المرفوعة المطهرة يتم ويكمل هذا المقصود، ويظهر غاية الظهور لكل أحد، فبذكر الكمال، تتعرى وتعظم فضيحة النقصان،

وإلا، فمن ذا يقيس نقي الجلد من درن الدنيا وأمراضها يوماً؛ بأجربه [93] .

وبذلك يظهر أن عبيد الياسق، بعدولهم عن شريعة الإسلام الصادقة العادلة المطهرة، وإقبالهم على قوانين عباد الصليب وغيرهم من أهل الأهواء الباطلة المضللة، أن مثلهم كمثل الجعل الذي يدهده الخرأة بأنفه، فهو يتأذى من رائحة المسك والورد الفواح، ويحيى بالعذرة والغائط في المستراح، فسحقا وتعسا لأمثال هذه العقول التي لا تشترى ولا بالبقول ... سحقاً ومحقاً لهن، اللهم محقا [94] .

تبّاً لهاتيك العقول فإنها والله قد مسخت على الأبدان

تبّاً لمن أضحى يقدمها على الآثار والأخبار والقرآن [95]

يقول العلامة أحمد شاكر: (من البيّن البديهي الذي لا يستطيع أن يخالف فيه مسلم؛ أن القرآن والسنة أسمى سموّاً، وأعلى علوّاً، من الدستور ومن كل القوانين، وأن المسلم لا يكون مسلماً إلاّ إذا أطاع الله ورسوله، وقدّم ما حكما به على كل حكم وكل قانون ... ) [96] اهـ.

وبعد هذا كله ...

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام