فهرس الكتاب
الصفحة 197 من 208

وخلاصة الأمر أن نقول؛ هل يعقل أن يُخرج الدعاة الناس من الشرك باختلاف صوره عن طريق السكوت عن الشرك أو الولوغ فيه أو موالاته وموالاة أهله، أو أن يُصلحوا الفساد بإفساد؟!

لا يعقل ذلك أبداً، تماماً كما أنه لا يعقل أن تزال النجاسة بنجاسة أخرى، أو أن يتطهر من البول بالبول [144] .

وربما احتجوا بقاعدة درء المفاسد؛ فهل هناك يا أولي الألباب أعظم من مفسدة الشرك إنها أعظم مفسدة في الوجود؟

(فالحذر الحذر أيها العاقلون والتوبة التوبة أيها الغافلون، فإن الفتنة حصلت في أصل الدين لا في فروعه ولا في الدنيا، فيجب أن تكون العشيرة والأزواج والأموال والتجارة والمساكن وقاية للدين وفداء عنه، ولا يجعل الدين فداء عنها ووقاية لها، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَاتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [براءة: 24] .

فتفطن لها وتأملها فإن الله أوجب أن يكون الله ورسوله والجهاد في سبيله أحب من تلك الثمانية كلها، فضلاً عن واحدة منها أو أكثر، أو شيء دونها مما هو أحق فليكن الدين عندك أغلى الأشياء وأعلاها) [145] اهـ.

وعلى الموحد أن لا ينحرف عن الطريق أو يستوحش أو يفتر عن المسير لقلة السالكين وكثرة المخالفين، ولا يقل: أين ذهب الناس؟ وما بالهم زهدوا بهذه الطريق، فإن لي بهم أسوة؟ فإن هذا من أسباب هلاك أكثر الخلق وسقوطهم، ولينج بنفسه وأهله، وليشح بدينه وعقيدته.

وليكن كما قال بعض الصحابة في البلاء: (إن عرض بلاء؛ فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء؛ فقدم نفسك دون دينك، فإن المحروم من حرم دينه، وإن المسلوب من سلب دينه) [146] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام