فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعدّ كثرة الشرط - في زمن أئمة يحكمون شرع الله، ضمن أمور وفتن يتخوفها على أمته - فكيف يكون حال هؤلاء الشرط مع عبيد الياسق العصري، الذين هدموا التوحيد وأقاموا وحموا ونشروا بقوانينهم الشرك والتنديد، ولا أشك طرفة عين بأن حالهم هو ما رواه أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيكون في آخر الزمان شرطة يَغْدُونَ فِي غَضَبِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ) [رواه الإمام أحمد والحاكم والطبراني في الأوسط والكبير، وزاد: (فإياك أن تكون من بطانتهم) ] .
وفي رواية لأبي هريرة في مسند أحمد وصحيح مسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن طال بك مدة؛ أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته، في أيديهم مثل أذناب البقر) .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً؛ أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (صنفنان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات ... الحديث) .
وإذا كان أولئك الشرط في القرون الخالية يضربون الناس بتلك السياط علانية، فإن عبيد الياسق وشرطتهم أشد خبثاً، فهم يتجنبون أمثال ذلك أمام الناس ويكتبون بالخط العريض؛"الشرطة في خدمة الشعب"، والصواب؛ أنهم في خدمة الطاغوت، ويوقعون في ظلمات الزنازين بأعداء ياسقهم - وبعيداً عن أعين الناس - ألوانا من العذاب والنكال بالسياط وغيرها، مما يتفننون فيه ولم يكن يعرفه أصحاب تلك السياط القديمة، أعاذنا الله وإخواننا المسلمين من سبيلهم وطريقهم وأعمالهم.
فإياك أن تكون من جند ياسق إبليس، الذين يقول الله تعالى في أمثالهم: {فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون} [126] [الشعراء: 94 - 95] ، والذين يقول فيهم سبحانه: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} [ص: 11] .