فهرس الكتاب
الصفحة 166 من 208

هذا وإن فساد هذه الوظائف وأمثالها والله بين واضح لكل من له عينان، لا ينبغي أن يجادل فيه عاقل، أليس الشرطة وأمثالهم هم شوكة وحماة هذه الأنظمة الفاسدة؟ وبالتالي حماة الطغاة وقوانينهم الكافرة الظالمة؟ أليسوا هم - كما يسمونهم - العين الساهرة على القانون الوضعي؟ المانعون من مخالفته والخروج عن بنوده الباطلة؟ أليسوا هم حماة البنوك والربا وتشريعاته؟ أليس هم حماة الفساد والرذيلة ووسائلها من إذاعة وتلفاز وسينما وفيديو؟ أليسوا هم قطاع الطرق ولصوص المخالفات وآكلوا السحت والباطل من كد وتعب الشعوب؟ أليسوا هم أعوان الظلمة؟ بل هم الظلمة أنفسهم الذين يطاردون ويسجنون ويحققون ويقيدون ويعذبون و"يسفّرون"؟ إلى غير ذلك مما لا يحصى ولا يعد من باطلهم وظلماتهم.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك) [122] .

فإياك أن تكون مع الهالكين؟

وفي حديث آخر: (إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِيءَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ) [123] .

فإياك أن تكون من المتابعين المشايعين، إياك، إياك، [124] .

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال: (يَقُولُ بَادِرُوا بالأعمال سِتًّا إِمْارَةَ السُّفَهَاءِ وَكَثْرَةَ الشَّرْطِ وَبَيْعَ الْحُكْمِ ... الحديث) ، وعدّ أموراً [125] [رواه الإمام أحمد والطبراني وغيرهما عن عابس الغفاري رضي الله تَعَالى عنه] ، وفي رواية: (بَادِرُوا بِالْمَوْتِ) ، بدل: (بَادِرُوا بالأعمال) .

وعابس كان يرى أن هذه الستة قد حدثت في زمانه، لأجل ذلك تمنى الموت، فأُنكر عليه ذلك، فحدث بهذا الحديث كما في أصل هذه الرواية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام