السادسة: يقاتلون إلى قيام الساعة: وهذه من أخص خصائصهم، والنصوص طافحة في ذلك بشكل علني ثابت يصعب معه التمحك لنفي صفة القتال عنهم وجعلهم من أهل المناظرة أو العلم بلا قتال كما قال البعض.
السابعة: قاهرون لعدوهم: والله أعلم أنهم إما أنهم قاهرون لهم بالنصر الحقيقي والظفر في نهاية الصراع، إذ أنهم قد يهزموا في بعض مواقعهم، وإما أنهم قاهرون لهم بعدم تراجعهم عن الحق رغم هزائمهم المؤقتة، فهم ثابتون ثباتا يقهر العدو.
الثامنة: منصورون من الله تعالى: بوعده سبحانه"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"فهم منصورون حقيقة في الدنيا أو منصورون بالمعنى بنجاتهم عند الله وقبول أعمالهم وحسن خاتمتهم.
التاسعة: ظاهرون على الحق: أي منصورون - والله أعلم- من الظهور أي العلو والغلبة، وقد يكون من ثنايا المعنى ظاهرون من الظهور وهو الاستعلاء بالدعوة و رفع الراية علنا لا خفاء، والله أعلم.
الثامنة: فقههم الله في الدين: وجاء إشارة إلى هذا في مقدمة بعض الروايات، ودليل فقههم هو القتال و الجهاد كما قال تعالى:"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"و قد فسرها بعض السلف -كابن المبارك وأحمد رحمهما الله- بأن الفقه والفتح في الفهم هو في علماء الثغور.
التاسعة: رزقهم الغنيمة: كما في رواية سلمة بن نفيل -وهي في أحمد و النسائي- ذكر أن رزقهم في أيدي من أضل الله قلوبهم، وهذا دليل على صفة الرزق وأمر غير مباشر بالسعي له وهو (الغنيمة) .
العاشرة: يقاتلون باستمرار ولا ينقطع وجودهم: إلى قتال الدجال ونزول عيسى بن مريم حيث يكون آخرهم مع الإمام المهدي وتحت قيادة نبي الله المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
الحادية عشر: أنهم في الشام، بيت المقدس و أكناف بيت المقدس، وحول دمشق: وهذا في كثير من الروايات وقد أشار بعض الشراح إلى أنهم قد يوجدوا في أماكن متفرقة وأزمان متفرقة، ولكن لا تخلو الشام منهم على مر الزمان إلى أن تكون آخر راياتهم وفسطاطهم في الملاحم الكبرى في الشام، وهو منتهى أمرهم وظهور رايتهم وملكهم والله أعلم على يد المهدي ثم المسيح عليه الصلاة والسلام.
-فإذا علم فضل الطائفة وصفاتها، فينبغي على كل مسلم أن يسعى لأن يكون من أهلها، وأن يقوم بواجباتها الملقاة على كاهلها من القيام بأمر الله واتباع الحق والقتال عليه والمضي في ذلك، ومن أوجب ذلك في هذا الزمان قتال الحكام المرتدين المتسلطين على رقاب المسلمين وقتال الدول الكافرة المعادية للإسلام والمسلمين الذين يحاربون أمر الله ومن قام به ويتبعون الباطل ويقاتلون عليه.
فقه الموازنات (المصالح والمفاسد) :
-لما كان كثير من المناوئين للعقيدة والمنهج الحق يبنون قواعدهم على المصلحة والمفسدة، فعليها يبنون توجهاتهم، ومن أجلها يتنازلون عن ثوابتهم، ومن أجلها