الصفحة 2 من 108

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله تعالى قد أرسل الرسل، وأنزل الكتب، وبيَّن بها للناس طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وطرق الهلاك والخسارة كذلك، وجعل طريق الحق واحدا واضحا ونورا مبينا، ومنهجا قويما، وطرق الباطل والضلال المظلمة كثيرة، كما قال تعالى"وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"فالطريق الحق هو الإسلام، وهو طريق الله المستقيم، وما سواه من الأديان طرق باطلة وضلالة، وبشكل أخص فإن الإسلام الحق هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من بعدهم في العقائد والأعمال والأقوال، وما سواه من الفرق والمذاهب باطل وضلالة مهما ادعى أصحابها أن ما هم عليه هو الإسلام وأنهم على الحق، ولما كان لكل طريق يسلك - سواء كان حقا أو باطلا - أركانا يقوم عليها من عقائد وأقوال وأعمال، ومنهجا يسير عليه كما قال تعالى"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"وكانت العقائد والمناهج هي أهم ما يميز هذه الطرق عن بعضها البعض، كان لابد من بيان عقائد طريق الحق المنجية لأهله ومنهجه القويم الذي يسير عليه.

فجاءت هذه الرسالة جامعة لعقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، والمنهج القويم الموصل إلى النجاة، وقد جعلتها على شكل نقاط تسهيلا للقارئ، وقد جمعت أبواب هذه الرسالة من مجموعة كتب في عقيدة أهل السنة والجماعة ومختصراتها ومن مجموعة من الكتب الشرعية والبحوث العلمية، وتشمل غالب أبواب العقيدة والمنهج خصوصا تلك الأبواب التي لبس فيها علماء السوء وطواغيت الزمان كثيرا في هذا العصر، فجعلتها في هذه الرسالة، لحاجة الأمة إلى بيانها، والله تعالى أسأل أن ينفع به العباد وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.

وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام