الأغلب عليهم هم الشباب، وقد كان أغلب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشباب، وورد عن ابن مسعود أنه قال"كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب"رواه مسلم وغيره، ولكن الصفة الأخرى هي المميزة للخوارج وهي سفاهة الحلم بسبب حداثة السن، فهل المجاهدون سفهاء الأحلام والعقول وقد دوّخوا الشرق والغرب الكافر بما فيهم من عباقرة وعقلاء وأذكياء وما يملكونه من تكنولوجيا حديثة، ومع قلة امكانيات المجاهدين، وقد أسقطوا أعظم قوة في الزمن الماضي وهي الاتحاد السوفيتي، والآن شارفوا على إسقاط القوة العظمى الأخرى أمريكا، وكل مخططات المجاهدين تسير على ما يريدون، فهل هذا يجتمع مع السفه وقلة الحلم؟ لا والله، لو كانوا سفهاء حلم وعقل لما استطاعوا يوما واحدا أن يصمدوا في مواجهة قوى الشر التي تناوؤهم، وهكذا كان الخوارج من قبل لم يصمدوا إلا قليلا في مواجهة الجيوش المسلمين حتى قُطعوا وانتهوا ولم تقم لهم قائمة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم"كلما خرج منهم قرن قطع"رواه ابن ماجه، والمجاهدون كل يوم وهم في ازدياد ونصر وتمكين.
وأما صفة أن سيماهم التحليق، فالمجاهدون اليوم على نقيض هذه الصفة تماما، فأغلب المجاهدين عُرف عنهم تطبيق السنة بإطالة شعر الرأس كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا أمر معلوم ومشاهد للجميع.
وأما التكفير بالكبيرة كما هو منهج الخوارج ومن أصولهم، فالمجاهدون براء من ذلك، وقد بينوا ذلك في عقائدهم أنهم لا يكفرون بالكبائر إلا بالاستحلال والحجود كما هو مذهب أهل السنة في ذلك، وهذا أمر معلوم عند الخاص والعام.
أما بالنسبة لأصول الخوارج المعاصرين التي هي امتداد للخوارج السابقين، فالمجاهدين براء منها، وهم في ذلك على منهج أهل السنة والجماعة في التكفير، وقد بينوا ذلك مرارا في عقائدهم.
فعلام يُتّهم المجاهدون إذا بمنهج الخوارج، وهم على نقيض الصفات والأصول التي عليها الخوارج؟
-هي طائفة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم تسير على الحق وتقاتل عليه قاهرة لأعدائها منصورة ظاهرة لا يضرها خذلان الخاذلين ولا مخالفة المخالفين ولا تكذيب المناوئين إلى قيام الساعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها.
-الأحاديث الواردة في ذلك:
قال صلى الله عليه وسلم"لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"قال معاذ"وهم بالشام"رواه البخاري، وفي رواية له"لا يضرهم من كذبهم"وفي رواية معاوية"لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم"رواه ابن ماجه.
وقال صلى الله عليه وسلم"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال"ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"رواه أحمد.