-قاعدة في أن مشركي زماننا أشد شركا من المشركين السابقين الذين كانوا على عهد رسول صلى الله عليه وسلم من نواحي عديدة منها:
1.أن المشركين الأولين كانوا يشركون في الرخاء، ويخلصون لله تعالى في الشدة كما قال تعالى"فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"أما مشركي زماننا فهم يشركون في الرخاء وفي الشدة يكون إشراكهم أكثر وأشد من الرخاء.
2.أن المشركين الأولين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية لله تعالى، ولكنهم يشركون في توحيد الإلوهية كما سبق، ويصرفون شيئا من العبادات لغير الله، أما مشركي زماننا فهم يشركون في الربوبية وفي الألوهية أيضا.
ثانيا: الشرك الأصغر:
وهو ما جاء في النصوص تسميته شركا، ولم يصل إلى درجة الشرك الأكبر.
وهو أنواع كثيرة: كالرياء، وشرك الألفاظ كقول ما شاء الله وشئت، والحلف بغير الله، والتفات القلب إلى الأسباب، وغير ذلك.
وهو يعاكس أحكام الشرك الأكبر السابقة.
أصل الدين وقاعدته أمران:
الأول: توحيد الله تعالى والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له وتوحيده بجميع أنواع التوحيد والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: اجتناب الشرك بجميع صوره وأنواعه والبراءة منه، والإنذار عنه، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
وهذان الأمران هما ملة إبراهيم التي أمر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم باتباعها كما قال تعالى"ثم أوحينا إليك إن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"وأخبر الله تعالى أن من رغب عنها فقد سفه نفسه كما قال تعالى"ومن يرغب عن ملة إبراهيم فقد سفه نفسه"وهي توحيد الله تعالى وموالاة أهله والتبرؤ من الشرك وأهله ومعاداتهم كما قال تعالى"قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده"فبين في هذه الآية أن ملة إبراهيم والذين معه وهم الأنبياء هي التبرؤ من المشركين وآلهتهم والكفر بها، وإظهار العداوة والبغضاء لهم حتى يوحدوا الله تعالى، فحينئذ ترتفع جميع الأحكام السابقة من التبرؤ والعداوة والبغضاء ويثبت نقيضها وهو الموالاة والحب والنصرة وعدم التبرؤ منهم، وذلك يشمل التبرؤ من جميع أنواع الشرك كالشرك في الألوهية من صرف شيء من العبادة لغير الله أو الاستغاثة بالأموات والقبور أو عبادتها من دون الله أو الشرك في الربوبية من الشرك في الحكم والأمر الذي هو مختص بالله كتشريع القوانين المخالفة لشرع الله وكذا الديمواقراطية أو صرف أي