-الاستطاعة عند أهل السنة نوعان:
الأولى: استطاعة شرعية ظاهرة:
وهي مناط الأمر والنهي وهي المصححة للفعل، وهي التي تجب معها الشرائع، فلا تكليف إلا مع هذه الاستطاعة وهذه الاستطاعة تكون قبل الفعل وتستمر مع الفعل وأثناءه، وهذه استطاعة ظاهرة، وهي ثابتة لأبي جهل، فإنه كان يستطيع الإيمان من حيث الآلات، فيستطيع أن يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله ويعبد الله، ومن هذا النوع قوله تعالى"ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا".
الثانية: استطاعة قدرية باطنة:
وهي مناط القضاء والقدر وهي المتضمنة لتوفيق الله عز وجل للعبد، فمن شاء الله أن يهديه كان له هذه النوع من الاستطاعة، ومن لم يشأ الله أن يهديه لم يكن له هذا النوع من الاستطاعة، وهذه الاستطاعة تكون مع الفعل وهي باطنة، ومن هذا النوع قوله تعالى"ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون"فعندهم الآلات يسمعون بها لكن ما كانوا يستطيعون السمع لما كانوا عليه من الهوى والمقاصد الفاسدة والانصراف عما جاءت به الرسل.
-أن التحسين العقلي والتقبيح العقلي ثابت في بعض المسائل ولكن لا ثواب ولا عقاب حتى تأتي الرسل، قال تعالى"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
-أنواع الهداية:
الأول: هداية إرشاد وبيان، وهي عامة في حق كل من دعا إلى الله تعالى، وهي ثابتة في حق الله تعالى كما قال تعالى"وأما ثمود فهديناهم"وقال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم"وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم".
الثاني: هداية توفيق، وهي بأن يُوفق الشخص إلى سلوك الجادة والصراط المستقيم وهذه خاصة بالله تعالى، قال تعالى"إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
ومن عقيدة أهل السنة في هذا الباب:
-الإيمان بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون لهم بإحسان ثم تابعوهم، كما قال صلى الله عليه وسلم"خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"متفق عليه وهم السلف الصالح.
-محبة الصحابة جميعا وتولّيهم، واعتقاد أنهم عدول، وأنهم خير الأمة لفضل الصحبة الذي شرفوا به على غيرهم، ومحبتهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق.
-اعتقاد أن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما وعملا ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهكذا كانوا في الخلافة قدرا، كما كانوا في الفضيلة.