الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة"وقال تعالى"ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين"وقال تعالى"ومن يدع مع الله إله آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون"."
الثاني: أن يدعو غير الله تعالى فيما يقدر عليه المدعو، فهذا جائز.
-وهو التوسط للغير في جلب نفع أو دفع ضر.
-الشفاعة شفاعتان:
الأولى: شفاعة مثبتة أي التي أثبتها القرآن بشروط:
الشرط الأول: أذن الله تعالى للشافع أن يشفع، فلا يشفع شافع إلا بإذنه كما قال تعالى " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه"وقال تعالى"ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له"وقال تعالى"يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ".
الشرط الثاني: رضى الله تعالى عن المشفوع، والله تعالى لا يرضى عن المشركين ولا يرضى إلا عن أهل التوحيد، قال تعالى"ولا يشفعون إلا لمن ارتضى".
الشرط الثالث: رضا الله تعالى عن الشافع، قال تعالى"لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى"وقال صلى الله عليه وسلم"إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة"رواه مسلم.
الثانية: الشفاعة المنفية، وهي التي نفاها القرآن، وهي ما لم تتوفر فيها الشروط، ويدخل في ذلك الشفاعة الشركية التي تطلب من أصحاب القبور أو من الأصنام، لأن هذه الأمور لم يأذن الله تعالى لها أن تشفع حتى يطلب منها الشفاعة، والشفاعة في المشركين كذا، فإن الله تعالى لا يرضى عنهم مطلقا، قال تعالى " فما تنفعهم شفاعة الشافعين"وقال تعالى"فما لنا من شافعين ولا صديق حميم"وقال تعالى"من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ".
-من الشرك الأكبر طلب الشفاعة من أصحاب القبور والأموات والأولياء والصالحين، في قضاء حاجاتهم أو مغفرة ذنوبهم أو غير ذلك، فإن مشركي قريش إنما كانوا يعبدون الأوثان لكي تشفع لهم عند الله تعالى كما قال تعالى " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"وقال تعالى"أم اتخذوا من دون الله شفعاء"وقال تعالى"ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " وقد بين الله تعالى حكمهم بأنهم مشركون بهذا الفعل.
-أن الشفاعة ملك لله تعالى فلا تطلب إلا منه كما قال تعالى"قل لله الشفاعة جميعا".
-أن هناك شفاعات للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وكذا الأنبياء والشهداء والمؤمنين يشفعون، كما سيأتي ذكره إن شاء الله، ولكنهم لا يفعلون ذلك حتى يؤذن لهم في ذلك الحين كما جاء في النصوص، ولا يملكونها الآن، فلا يجوز طلبها منهم الآن.
رابعا: التبرك:
-التبرّك هو طلب البركة، والبركة هي كثرة الخير وثبوته.