القسم الأول: أن يعمل المجاهدون العملية ويتبنونها، ويظهر الإعلام الكاذب المأجور المحارب للمجاهدين أن ضحايا هذه العملية من المدنيين المسلمين، فيجب التثبت والأخذ من المجاهدين في ذلك وعدم تصديقهم، بل إن أغلب ما يظهر في ذلك من الكذب والبهتان والحرب النفسية للمجاهدين، فإن الحملات الإعلامية المسعورة ضد المجاهدين على قدم وساق، فيجب التثبت من الأمر وعدم الاعتماد على وسائل الإعلام فقط، بل الأخذ من المجاهدين مباشرة في ذلك.
القسم الثاني: أن يعمل المجاهدون العملية ويتبنونها، ويحصل في هذا قتلى من المدنيين المسلمين، وهذا قليل، وهذا القليل يحصل خطأ لا قصدا، ولابد في الجهاد من أخطاء كما ذكرنا سابقا، وقد قَتل بعض الصحابة في الجهاد مسلمين خطأ كما في غزوة أحد عندما قُتل اليمان أبو حذيفة، وكذا عندما قتل خالد الذين لم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا، ولم يكونوا بهذا الفعل من الخوارج، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما أخبر عن الخوارج أنهم يقتلون أهل الإسلام أي أنهم يقصدون قتلهم قصدا لا خطأ، إذ الخطأ غير مؤاخذ به.
القسم الثالث: أن يعمل المجاهدون العملية ويتبنونها، ويحصل في هذا قتلى من المدنيين المسلمين، ما يحصل تبعا لا استقلالا كما في مسألة التترس، وهي مسألة معروفة في الفقه ولها تفصيلاتها، وهذا قليل أيضا.
وكم رأينا من عملية أوقفها المجاهدون بسبب وجود مسلمين قريبين من مكان العملية، مع أنهم يكونون في بعض الأحيان ينتظرون الهدف والفريسة لمدة طويلة في نفس المكان وعندما تحين الفرصة ويمر الهدف توقف العملية بسبب وجود المسلمين، وقد بين المجاهدون أنفسهم مرارا وتكرارا أنهم يتبرأون من تلك العمليات التي يقتل فيها المسلمون ويكون فيها ضحايا مسلمون، وأنهم يتبرأون أيضا من تكفير المسلمين والشعوب المسلمة بشكل عام.
وأما صفة أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، أي لا يدخل القرآن إلى قلوبهم ويفقهونه ويعملون به، وإنما مجرد قراءة باللسان، وهل المجاهدون الذين أخذوا بمنهج السلف وعلى عقيدة السلف ويستدلون بالقرآن ويفهمونه بفهم السلف ويفسرونه بتفسير السلف كذلك؟ حاشا وكلا، فالمجاهدين لا يختلفون عن غيرهم من أهل السنة في فهم القرآن والأخذ به، ومن قال سوى هذا فعليه البينة، بل هم الذين يعملون بالقرآن حق العمل، فيعملون بما فيه لا يخافون في ذلك لومة لائم، ولا يداهنون، ولا يتركون العمل بجميعه خوفا ولا مداهنة ولا تنازلات ولا غيرها، كما قال تعالى"يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم"بخلاف غيرهم من بعض القاعدين الذين تركوا العمل ببعض القرآن تحت الأعذار الواهية السابقة، وأخذوا بالأقوال المرجوحة والواهية بل والشاذة في تفسير القرآن لتبرير الواقع والبحث عن المخارج، فمن أولى بهذا الوصف من المجاهدين، وقد قرر المجاهدون مرارا عقيدتهم وبينوا أنهم على عقيدة السلف الصالح، وتبرأوا من عقيدة الخوارج والمرجئة.
وأما صفة حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام، فساحة الجهاد مليئة بالشيوخ وكبار السن وأغلب قادة المجاهدين من هؤلاء، وهم الذين بيدهم الحل والعقد، وكذا مليئة بالشباب وهم الأغلب، وجميع جيوش المسلمين على مر التاريخ كانت تجمع هذا وهذا وكان