-إقامة الخلافة وإرجاعها من جديد إلى أراضي المسلمين فرض وواجب على الأمة بأسرها كالقيام بأي فرض من الفروض التي فرضها الله على المسلمين، وهو أمر محتم لا تخيير فيه، والتقصير في القيام به معصية، فإن الله تعالى قد أمر عباده بالحكم بما أنزل الله وإقامة شرعه، ولا يتم ذلك إلا عن طريق إقامة الخلافة والدولة الإسلامية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وقد نقل القرطبي والماوردي الإجماع في وجوب نصب إمام وخليفة تجتمع عليه الكلمة ويُسمع له ويُطاع ويُنفّذ أحكام الخلافة.
-أنه لا عز ولا رفعة ولا قيام للأمة الإسلامية ولا خروج مما هم فيه إلا بالرجوع إلى التحاكم إلى الكتاب والسنة، والسعي إلى إقامة الخلافة الإسلامية التي تحفظ الدين وتعيد للمسلمين عزهم وكرامتهم، وذلك إنما يتم بالجهاد في سبيل الله كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى حكموا الأرض، ولا خيار شرعي ولا حلّ أمثل للأمة الإسلامية من ذلك، قال صلى الله عليه وسلم"بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له"رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع، وقال صلى الله عليه وسلم"إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود، وقال صلى الله عليه وسلم"يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال:"بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن"فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال:"حب الدنيا وكراهية الموت"رواه أبو داود، وفي رواية أحمد عن أبي هريرة"حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال"فقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الداء والدواء، فليس لنا أن نبحث عن غيره مما يزعم بعض الناس أنه دواء، ونترك ما أرشدنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمشكلة والداء في الأمة ليست تربوية أو اقتصادية أو إعلامية أو علمية، المشكلة والداء ترك الجهاد، فإذا غيرت الأمة حالها الشرعي من ترك الجهاد تغير حالها القدري من الذل والهوان كما قال تعالى"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"فمن أول ما يدخل في هذه الآية القيام بالجهاد، فلا يجوز الاحتجاج بها على تركه والقيام بالتربية وقصر الآية عليها، وجعل الداء هو قلة التربية فهذا مخالف للنصوص، والقيام بالجهاد داخل في تغيير ما بالنفس، وقد أخبر الله تعالى في كتابه أن بالجهاد يرد الله بأس الذين كفروا وشرهم وتسلطهم على المسلمين كما قال تعالى"فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا".
-أن الإمامة العظمى والخلافة لها شروط يجب توفرها فيمن يتقلد هذا المنصب حتى يكون خليفة للمسلمين، فمن هذه الشروط:
الأول: الإسلام، فلا تصح ولاية الكافر، قال تعالى"ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا".
الثاني: التكليف: ويشمل العقل والبلوغ فلا تصح إمامة الصبي والمجنون لأنهما في ولاية غيرهما.
الثالث: الذكورة: فلا تصح إمرة النساء لحديث"لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"رواه البخاري.