الصفحة 76 من 108

الرابع: الذلة والانكسار لله عز وجل، كما قال تعالى"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة".

الخامس: عدم التنازع والاختلاف، كما قال تعالى"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".

إلى غير ذلك، وليس من شروط النصر كثرة العدد ولا قوة العتاد، كما قال تعالى"فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قالوا الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"وكم للتكثير أي ما أكثر ما تغلب الفئة القليلة فئة كثيرة.

وقد نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم بدر وهم ضعاف قليلوا العدد بجانب قوة المشركين وعددهم قال تعالى"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة".

-أن نصر الله تعالى قد يتأخر، لكنه لا يتخلف لحكم كثيرة وجليلة منها:

اتخاذ الشهداء، تميز الصفوف وتمحيص المؤمنين من المنافقين، ابتلاء المؤمنين، تصليب عود المؤمنين، استخراج بعض العبوديات من الذل والانكسار والتضرع ونحوه بذلك، طرد بعض الأدواء التي قد تصيب المؤمنين من العجب والكبر وغيره بذلك، وغير ذلك من الحكم التي ذكرها العلماء.

-أن نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة الإسلامية القائمة على استخلاف إمام وقائد مسلم توفرت فيه شروط الإمامة على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة الإسلامية، وغاية الخلافة هي تطبيق أحكام الإسلام وتنفيذها، وحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد وحفظ الدين وجمع المسلمين وإدارة شؤونهم تحت راية واحدة.

-أن الخلافة الإسلامية التي على منهاج النبوة التي بها يسود الإسلام والعدل والخير في الأرض ويعتز بها المسلمون زالت من أمد بعيد، والأمة منذ ذلك الحين وهي تعاني الفرقة والاحتلال والمحن والمصائب والتخلف والركود الاقتصادي والهيمنة الأجنبية والبعد الديني، وكذا ما يعانيه المسلمون من قهر وظلم وذل وفقر وغيره كله بسبب ذلك، ولكنها ستعود مرة أخرى في آخر الزمان بعد الملك الجبري كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال"تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت"رواه أحمد، فيسود الإسلام ويسود العدل والخير مرة أخرى، وقد وعد الله عباده المؤمنين بذلك، فقال"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"وقال تعالى"ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام