الصفحة 75 من 108

يبتلى"فلا نصر ولا تمكين إلا بابتلاء، قال تعالى"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إلا إن نصر الله قريب"فلابد لكل مسلم أن يدرك أن طريق الحق محفوف بالمكاره، مفروش بالأشواك من الخوف والجوع والقتل والأسر وجميع المآسي، لكن عاقبته الحميدة هي النصر والتمكين والعاقبة للمتقين، وهذه المكاره والابتلاءات هي ضريبة التمكين والخلافة الراشدة وعودة الأمة إلى عزها ومنعتها، والضريبة لابد أن تدفع، والنعيم لا يدرك بالنعيم، ومع كل ربح خسارة، والمكارم منوطة بالمكاره، والسعادة لا يعبر إليها إلا على جسر من المشقة، فمن أراد التمكين بلا دفع ضريبته، فقد خالف الله تعالى في سننه ولن يصل إلى ما أراد."

-أن النصر مختص بالله ولا يكون إلا منه كما قال تعالى"وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"وقال تعالى"إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده"وقد تكفل ووعد بالنصر والغلبة والمعية لأنبيائه وعباده المؤمنين كما قال تعالى"وكان حقا علينا نصر المؤمنين"وقال تعالى"كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"وقال تعالى"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون"وقال تعالى"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون"وقال تعالى"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"وقال تعالى"وينصرك الله نصرا عزيزا"وقال تعالى"كتب الله لأغلبن أنا ورسلي"وقال تعالى"ألا إن نصر الله قريب"وقال تعالى"وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين"وقال تعالى"لقد نصركم الله في مواطن كثيرة"وقال تعالى"إلا تنصروه فقد نصره الله"وقال تعالى"إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".

-أن الله تعالى لم يضمن أن ينتصر المسلمون دائما في كل معركة وفي كل حرب، بل قد يتخلّف النصر أحيانا في بعض المعارك لحكم يعلمها الله، وقد أثبت الله تعالى في كتابه أن المسلمون قد يُدال عليهم وأنهم يُدالون على الكفار وأن الأيام بينهم دول، لكن العاقبة في ذلك كله للمتقين، فقال تعالى في شأن غزوة أحد التي هزم فيها المسلمون"وتلك الأيام نداولها بين الناس"وقال تعالى"والعاقبة للمتقين"ولما سأل هرقل أبا سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال"كيف كان حربكم وحربه؟"قال"كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى"فقال هرقل"كذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة"رواه البخاري.

-أن لتحقيق وعد الله بالنصر أسبابا وعواملا، ومن أراد النصر بدون أسبابه فقد خالف الشرع والعقل ومن هذه الأسباب:

الأول: الإيمان بالله والعمل الصالح كما قال تعالى"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ".

الثاني: نصر دين الله كما قال تعالى"يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"وقال تعالى"ولينصرن الله من ينصره".

الثالث: التوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب، قال تعالى"ومن يتوكل على الله فهو حسبه".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام