-ما من قضية إسلامية إلا ولابد أن تتعرض للإغراء والتهديد كأساليب للضغط والمساومات وطلب التنازلات فهذه سنة قدرية لابد أن تقع كما قال تعالى"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"وقال تعالى"ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"وقال تعالى"وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا""وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا * سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا"وكم من قضية رفعت فيها الراية وقاتل المسلمون تحتها لتنتهي القضية برفع الراية العلمانية بعد سقوط آلاف القتلى.
-أن قتال طوائف الردة مقدم على قتال غيرهم من المشركين والمنافقين وأهل الكتاب لأسباب منها:
الأول: أنهم أقرب إلينا، وقد قال تعالى"قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة".
الثاني: كون المرتد أولى بالقتال من الكافر الأصلي فإنه أغلظ منه في الأحكام، ومن ذلك القتل والقتال، فإن المرتد يقتل بكل حال ولا يقر على ردته بخلاف الكافر الأصلي، وأيضا قال شيخ الإسلام"والصديق رضي الله عنه وسائر الصحابة بدأوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب فإن جهاد هؤلاء حفظ لما من بلاد المسلمين"ثم قال"وحفظ رأس المال مقدم على الربح"انتهى كلامه.
الثالث: أن قتال هذه الطوائف المرتدة من جنس قتال الدفع وهو مقدم على جهاد الطلب.
الرابع: أنه لم يصبح للكافرين على المؤمنين سبيل إلا بحبل هؤلاء المرتدين، فهم الذين مكنوا لليهود في فلسطين وحموهم، وهم الذين جعلوا لقوات الكفر والشرك وجودا في بلاد المسلمين على شكل عساكر وجنود وأسيادا للمال والحياة.
-أن الله عز وجل قد يبتلي عباده بأعداء أصحاب شدة وبأس وقوة ليرى أيصبرون على قتالهم أم ينكلون، قال تعالى"قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما"وكذا ما يشابه ذلك من القوى العظمى والدول القوية.
-أن عدم إذعار المشركين أثناء الجهاد قد يكون في بعض الأحيان من السياسة الشرعية، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق أنه قال لحذيفة"لا تذعرهم علي"رواه مسلم، لكن أن يتخذ ذلك حجة لاسقاط الجهاد بالكلية أو ديدنا للشخص لترك الجهاد فهذا باطل ومخالفة لصريحة لنصوص الكتاب والسنة الآمرة بالجهاد خصوصا عند الفرض العيني، ومخالفة صريحة أيضا لسنة الصراع بين الحق والباطل كما سبق فإن الكفار لن يتركوا المسلمين ولو لم يذعروهم ويستعدوهم فإن عداءهم باق ودائم، وحصول الإذعار للكفار في الجهاد أمر متحتم للجهاد ولازم له ولابد منه كالقتل الذي هو من لوازم الجهاد، ولا يترك الجهاد مطلقا لهذا، وإلا فهل حصول كثير من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كبدر أو أحد أو الخندق إلا بعد إذعار الكفار، والصحابة لم يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم يوما"يا"