-أن الإعداد للجهاد واجب على الأمة بحسب استطاعتها، كما قال تعالى"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"ويدخل في الإعداد: الإعداد الإيماني، والإعداد المادي.
-عند العجز عن القيام بالجهاد يجب حينئذ الإعداد له، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قال شيخ الإسلام في الفتاوى"كما يجب الاستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل وقت سقوطه للعجز، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"انتهى، فمن يحتج على ترك الجهاد بعدم القدرة والعجز عليه بإعداد العدة، فإن لم يعد فهو غير صادق في إرادة الجهاد وفي التعذر لتركه بذلك كما قال تعالى"ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة".
-أن القعود عن الجهاد بلا عذر سبب لعقوبات إلهية وردت في الكتاب والسنة ومن هذه العقوبات الطبع على القلب وعدم الفقه كما قال تعالى"رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون"ولأجل هذا تجد تخبّطات العلماء القاعدين والمخذلين عن الجهاد في هذا الوقت عند الفتوى عن الجهاد، فتجد فتاواهم في ذلك لا تحمل الأدلة، بل الأدلة تخالفها، وتجدها تحمل التناقضات والتخبطات واشتراط ما لم يشترطه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، مع أنهم قد يكونون في مسائل أخرى من الدين لا يقع منهم ذلك، ولكن كما قال تعالى"فهم لا يفقهون"فمهما بلغ الرجل في العلم وفي الشهادات وأفنى عمره فيه فإنه لا يعلم ولا يفقه كما قال تعالى"رضوا بأن بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون"وعلى ذلك فلا يستفتى قاعد في الجهاد ونوازله لأنه لا يعلم والله تعالى أمر بسؤال أهل العلم، وهذا بخلاف المجاهدين فإن الله تعالى يرزقهم الهداية والرشد والفهم ويفتح على قلوبهم كما قال تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"وقال تعالى"والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم"وفي قراءة"والذين قتلوا"قال ابن المبارك وغيره من السلف " إذا اختلف الناس في شيء ما فالأمر ما عليه أهل الثغور فإن الله تعالى يقول"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"" قال شيخ الإٍسلام في الفتاوى " ولهذا كان الجهاد موجبا للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم كما دل عليه قوله تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"انتهى."
-يجب وضوح الراية في الجهاد وأن تكون لإعلاء كلمة الله تعالى، وإعزاز دينه، كما قال صلى الله عليه وسلم"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"رواه البخاري، وأن لا تكون من الرايات العمية كالقتال من أجل العصبيات أو القوميات أو الحزبيات ولا تكون راية كفرية كالقتال لأجل الحركات العلمانية الكافرة أو المطالبة بالديموقراطية أو غيرها، وعليها يترتب صحة الجهاد وعدمه، قال صلى الله عليه وسلم"من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية"رواه مسلم.
-يجب وضوح المنهج وإظهاره في الدعوات من الصدع بالتوحيد وإظهاره والبراءة من الشرك والطواغيت وأهلها ومناهجها وآلهتها الباطلة وإعلان ذلك من أول الطريق، وهذا أمر لا تدخله السرية، وإنما تدخل السرية في الإعداد والتخطيط لنصرة الدين، وعلى هذا سارت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صدع بذلك في دعوته وفي زمن الاستضعاف، وعرف منه ذلك الأعداء والأتباع، فكما كان أتباعه يعرفون دعوته كذلك أعداءه كانوا