الصفحة 64 من 108

تفويت المصالح العظيمة في الدنيا والآخرة منها الأجر العظيم الذي أعده الله للمجاهدين والشهداء ومنها الحياة العزيزة في الدنيا وإقامة شرع الله والشهادة والغنائم والتربية الإيمانية التي لا تحصل إلا في أجواء الجهاد ومراغمة أعداء الله.

حصول التفرق والعداوة بين المسلمين، وهذا واقع مشاهد، قال شيخ الإسلام"فإذا ترك الناس الجهاد في سبيل الله فقد يبتليهم الله بأن يوقع بينهم العداوة حتى تقع بينهم الفتنة كما هو الواقع فإن الناس إذا اشتغلوا بالجهاد في سبيل الله جمع الله قلوبهم وألف بينهم وجعل بأسهم على عدو الله وعدوهم وإذا لم ينفروا في سبيل الله عذبهم الله بأن يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض"انتهى من الفتاوى.

-عند القعود والإعراض والتأخر عن الجهاد من الناس تكون هناك سنة الاستبدال فعلى المؤمن أن يكون من الذين يستعملهم الله في الدين بإقبالهم على الجهاد لا من الذين يستبدلهم بإعراضهم، كما قال تعالى"إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا"وقال تعالى"ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكون أمثالكم"وقال تعالى"يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم"وهذه الآية تدل على أنه عند حصول الردة من الناس يأت الله بالمجاهدين كما حصل في زمن الصديق رضي الله عنه وكما هو حاصل في زمننا، ولو نظر أحد إلى هذه الآية قبل هذه الأعصار استغرب لومة اللائم من أين ترد؟ ومن يلوم المجاهدين في سبيل الله في قتال المرتدين؟

الكفار ليس للومتهم أثر يمدح به مَن تجرّد منه ولم يخفه، إذ هم العدو الذي جُرّدت سيوف الجهاد لقتاله، والمسلمون كيف يخرج منهم من يلوم المجاهدين على قتال المرتدين؟!

وها نحن نرى هذا اللوم واضحا جليا في المجاهدين، الذين خرجوا لقتال الصليبيين فقاتلهم المرتدون، ووجدوا لومة اللائم على ابتدائهم الصليبيين، وعلى مقاتلتهم للمرتدين، وسبقت مشيئة الله أن يمتحن المجاهدون بهؤلاء اللائمين، فلا عجب بعد تأمل ذلك من كثرة من افترى على المجاهدين ولامَهُم ونسب إليهم ما هم منه براء، ومع كونهم لا يخافون من لوم أولئك اللائمين، فإن هذا اللوم المبني على المخالفة والخذلان لهم من قبل أولئك اللائمين لا يضرهم كما في حديث الطائفة المنصورة.

-إذا كان المجاهدون في سعة من حيث الأفراد واكتفاء من حيث العموم ولكن كان عندهم نقص واحتياج في نوع اختصاص للأفراد كالعلماء مثلا أو الأطباء أو غيرهم وجب عينا على أهل هذا الاختصاص النفير حتى توجد الكفاية.

-إذا كان الجهاد فرض عين على المسلم فلا يشترط فيه إذن الوالدين ولا أذن غيرهم.

-أن جهاد العدو الصائل مستمر من بداية قدوم هذا العدو على بلاد المسلمين إلى أن يرد عنها أو يخرج منها إن كان دخلها، وأن تقييد جهاده فقط عند بداية قدومه وترك جهاده إذا استقر وتحقق له غرضه درءا لمفسدة إفساد الاستقرارا والأمن الذي يعيشه الناس خطأ وضلال، فإن ذلك ليس بحجة شرعية على ترك الجهاد، وأيضا فإن المصلحة كل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام