الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا"وقال تعالى"وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون"وقال تعالى"إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا"وغاية الكفار من حرب المؤمنين هي قتلهم أو ردّهم عن دينهم كما قال تعالى"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"وقال تعالى"إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا"وقال تعالى"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"وقال تعالى"ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"وقال تعالى"إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألستنهم بالسوء وودوا لو تكفرون"وصور معاداة الكافرين للمؤمنين ثابتة لا تتغير بتغير الرسل والأمم والأزمان كما قال تعالى"ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك"وقال تعالى"كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم"فالحق والباطل ضدان لا يجتمعان أبدا، فوجود أحدهما على أرض الواقع يستلزم ولابد محو الآخر أو إضعافه، فلا يتصور في ميدان الواقع أن يتعايش الحق مع الباطل على أرض واحدة من دون غلبة أحدهما على الآخر أو سعي لتحقيق هذه الغلبة، وحتى ولو فرض أن الحق استكان حقبة من الزمن وأحجم عن مزاحمة الباطل ومدافعته، فإن الباطل لن يقابل هذه الاستكانة والإحجام بالوقوف وعدم الإقدام بل لن يقابل هذه الاستكانة إلا بصولة يستعلي بها على الحق وأهله، يروم من خلالها النيل منهم والقضاء عليهم أو على الأقل تجريدهم من أهم ما يميزهم عن الباطل وأهله عبر سلسلة من التنازلات لا تبقي لهم من الحق إلا اسمه ولا من منهجه غير رسمه ليغدو في نهاية المطاف جزءا من مملكة الباطل وذيلا من أذياله، والأمثلة الواقعية خير شاهد لهذا بعد الأدلة السابقة من القرآن وقد قال تعالى"وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا"فهنا الباطل يطلب من الحق إما زواله بالخروج من الأرض سواء كان ذلك بالقتل أو الطرد أو التشريد أو غير ذلك وإما أن يتنازل عن الحق الذي معه ويدخل معه في الباطل وهذا ما يأباه هذا الدين وهذا الحق لأتباعه، فالباطل لا يقر وجود فئة مومنة تؤمن بالله ورسالاته في ديارهم، وإن كانت هذه الفئة مجردة من كل أسباب القوة المادية، قال تعالى"قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل"وقال تعالى"وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد"فمن ظن أنه بمجرد تركه لمدافعة الباطل وأهله وعدم جهاده وقتاله أن الباطل سيتركه وشأنه، فقد خالف الأدلة الشرعية والقدرية من السنن الإلهية وأوقع نفسه والأمة في المهالك، ومن ترك الجهاد أو نهى عنه بزعمه أنه يستعدي الكفار عليه فهو لم يفهم سنة الصراع بين الحق والباطل فإن عداء الكفار لأهل الحق باق جاهد أهل الحق أو لم يجاهدوا، وأن الكفار لن يرضوا عن أهل الحق حتى يتبعوا ملتهم وأنهم ما زالوا يحاربونهم ويريدون لهم الشر قاتلهم أهل الحق أو تركوهم."
-أن التشريع الإسلامي بالنسبة للجهاد مر بأربع مراحل: المرحلة الأولى الفترة المكية وهنا لم يكن الجهاد مشروعا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤمر بالكف عن المشركين، المرحلة الثانية: الفترة المدنية ما بعد الهجرة: وهنا أذن للمسلمين بالقتال ولم يوجب عليهم، قال تعالى"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير"المرحلة الثالثة: الفترة المدينة: وهنا أمر المسلمون بقتال من قاتلهم دون من لم يقاتلهم، قال