الصفحة 56 من 108

المشرق يقولون لا جهاد وإن الجهاد قائم إلى قيام الساعة أولئك شرار الخلق"رواه ابن عساكر عن أنس وفيه ضعف، وقد جاء ما يعضده عند الداني في كتاب الفتن عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم"لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما نزل القطر من السماء وإنه يأتي زمان يقول قراء فيه لا جهاد وثمة جهاد"فقلنا يا رسول الله: وهل ثمة من يقول ذلك؟ قال:"نعم من عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"وقال تعالى"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا"وهذا يبطل قول من دعا إلى ترك الجهاد استدلالا بالعهد المكي المنسوخ والاستضعاف، ويبطل أيضا تعليق الجهاد بأشخاص أو جماعات يزول بزوالهم، ويثبت أيضا أن العالم أجمع لا يقدرون على إيقاف وإسقاط راية الجهاد التي أثبت الشرع استمرارها إلى يوم القيامة."

-أن الجهاد ماض مع كل بر وفاجر، وأنه لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة المسيح الدجال، وكذا الصلاة والحج واجبة معهم وإن جاروا.

-أن الجهاد ماض أيضا بوجود الإمام وعدمه، فإن عدم الإمام لا يوقف الجهاد ومشروعيته ولا يؤخره، فإن مصلحة الجهاد تفوت بذلك، ولا دليل على اشتراط الامام في الجهاد وقد جاهد أبو بصير رضي الله عنه الكفار وحده ولم يكن تحت إمام ممكن، وما حال أولئك الذين يشترطون الجهاد تحت إمام إلا كما حكى شيخ الإسلام في منهاج السنة قال"قيل لبعض شيوخ الرافضة: إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس، وسبوا الحريم، وأخذوا الأموال؛ هل نقاتلهم؟ فقال: لا، المذهب أنا لا نغزو إلا مع المعصوم. فقال ذلك المستفتى - مع عاميته: والله إن هذا لمذهب نجس؛ فإن هذا المذهب يفضي إلى فساد الدين والدنيا"انتهى.

-إن إعلان الجهاد ليس هو حق لأحد من البشر بل هو حق لله تعالى أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال"فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين"وكتبه على عباده المؤمنين وأمرهم به فقال تعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم .."وقال تعالى"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ...."وقال تعالى"وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة"وقال تعالى"فقاتلوا أولياء الشيطان"وقال تعالى"انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله " وغير ذلك من الآيات الكثيرة، فهو حق من حقوق الله تعالى أمر به عباده، فإذا قامت أسبابه ودواعيه شُرع الجهاد ولم يحتج إلى إعلان أحد، فليس لأحد أن يقول لا يكون الجهاد حتى يعلنه العلماء أو غيرهم ويأمروا به، وهم المسؤولون عنه، فإن الجهاد لا يتوقف على أمرهم وإعلانهم، بل العالم الصادق يطبق ما جاءت به النصوص ويكون أول من يكون في مقدمة المجاهدين لأنه هو القدوة.

-الإيمان بحتمية الصدام بين الحق والباطل والصراع بين المسلمين والكفار وسنة التدافع بينهم كما قال تعالى " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا"وقال تعالى"وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين"وقال تعالى"ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون"وقال تعالى"هذان خصمان اختصموا في ربهم"وقال تعالى"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"وقال تعالى"ولولا دفع الله"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام