الصفحة 42 من 108

-يجب موالاة المؤمنين وإن ظلموا الشخص، فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية كما قال تعالى"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة .."فسماهم إخوة مع كون إحداهما ظالمة للأخرى، ويجب معاداة الكافرين وإن أعطوا الشخص وأحسنوا إليه، فإن هذا لا يقطع المعاداة والبغض، فالموالاة تكون للمؤمنين والمعاداة تكون للكافرين.

-الناس ثلاثة أصناف من حيث الولاء والبراء والحب والبغض:

الصنف الأول: من يحب جملة وهو من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم واستقام على الدين وفعل الواجبات وترك المنهيات، فهذا يوالى ولاء كاملا.

الصنف الثاني: من يحب من وجه ويبغض من وجه وهو المسلم الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، فيوالى بقدر ما معه من الخير ويبغض بقدر ما معه من الشر كما في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أن رجلا كان يدعى حمارا وكان يكثر شرب الخمر وكان كلما أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضربه، فقال رجل: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم"لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله"رواه البخاري، فهذا يوالى ولاء ناقصا ويبغض بغضا ناقصا.

الصنف الثالث: من يبغض جملة وهو الكافر غير المسلم، فهذا يعادى عداء كاملا ويبغض بغضا كاملا.

قال تعالى"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ...".

-موالاة المشركين والكفار محرمة بجميع أنواعها، وهي على النحو التالي:

1.الموالاة الكفرية المخرجة من الملة:

وهي محبة دين المشركين، أو محبتهم لدينهم، أو محبة انتصارهم على المسلمين، أو مجرد إعانتهم ونصرتهم على المسلمين بأي نوع من أنواع الإعانة ولو بلا اعتقاد محبتهم.

والأدلة على كفر المتولي والمعين للكفار على المسلمين كثيرة جدا جمعها الشيخ سليمان بن عبد الله في كتابه الدلائل، وهي نصوص محكمة، فمنها قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم واسع عليم".

فأخبر أن من تولّى اليهود والنصارى فإنه منهم، وهذا يفيد أنه كافر مثلهم، وأخبر في الآيات نفسها أن من المنافقين من يتولاهم لأجل الدنيا وخوف الدوائر، لا لأجل الدين، ومع ذلك نفى أن يكونوا بهذا من المؤمنين وأن ذلك من الردة عن دين الله.

وقال تعالى"ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون"فأخبر أن الإيمان ينافي توليهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام