الصفحة 41 من 108

ولو اختلف الجنس واللون والقبيلة والوطن، ومن كان على غير الدين يُعادى ولو اتفق الجنس واللون والقبيلة والوطن، فالقومية والوطنية ليس لها أساس في الولاء والبراء.

-مما يضاد عقيدة الولاء والبراء الإسلامية من كل وجه الرابطة الوطنية، والتي تعقد الولاء والبراء على مجرد الاتفاق في الأرض والوطن وذلك يقضي بالمساواة بين المسلم وغير المسلم في البلد الواحد، وأن المسلم من غير أبناء البلد أجنبي عن المسلم فيه، وأن مصلحة الوطن مقدمة على كل شيء، وهذا باطل شرعا ومن أنكر المنكرات، فإن المسلم أخو المسلم ولو تباعدت ديارهما، والكافر عدو المسلم وله أحكامه الخاصة به، ولو كان من أهل نفس الدار والوطن.

وكذا مما يضاد عقيدة الولاء والبراء من الروابط الجاهلية رابطة القومية، وهي الانتماء لجنس معين أو قوم بأعيانهم يوالي عليهم ويعادي، ويغضب لغضبهم، ويقاتل لأجلهم ويعلي هذه الرابطة على ما سواها.

وكذا من الروابط الجاهلية رابطة اللغة الواحدة أو اتفاق اللون أو المصالح المشتركة.

وهذه الروابط لا اعتبار لها في الشرع وفي عقيدة الولاء والبراء الإسلامية إنما الاعتبار للرابطة الإيمانية فقط، وما أبرزت هذه الروابط في هذا العصر إلا لتشتيت الأمة الإسلامية وتفريقها وإشعال العدوات بينهم، حتى تفشل ريحهم وتضعف قوتهم، ويسود عدوهم.

-لموالاة المؤمنين مظاهر جاءت بها الكتاب والسنة قد سبق ذكر بعضها، فمن هذه المظاهر:

محبتهم ومودتهم، نصرتهم وإعانتهم، الهجرة إلى بلادهم وترك بلاد الكفر، الاهتمام بشؤونهم والتألم لألهم والسرور لسرورهم، النصح لهم ومحبة الخير وعدم غشهم وخديعتهم، احترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم، زيارتهم ومحبة اللقاء بهم والاجتماع، عيادتهم إذا مرضوا وتعزيتهم إذا أصيبوا، الرفق بضعفائهم، الدعاء لهم والاستغفار لهم وغير ذلك من حقوق المسلم على المسلم.

-لمعاداة الكافرين مظاهر منها:

بغضهم وكراهيتهم، التعزز عليهم، إظهار العداوة والبغضاء لهم، اعتزالهم والهجرة من بلادهم، البراءة منهم، تكفيرهم، الحذر منهم، إذلالهم والغلظة عليهم، جهادهم وقتالهم وغير ذلك وترك جميع موالاتهم التي ستأتي.

-لموالاة الكافرين مظاهر منها:

التجسس على المسلمين لصالح الكفار، إعانتهم على المسلمين، محبتهم ومودتهم، إكرامهم وتصديرهم، تقديمهم على المسلمين، توليتهم المناصب، اتخاذهم بطانة من دون المسلمين، الانبساط معهم، البقاء معهم في ديارهم وعدم الهجرة، دعوة التقارب بين الأديان وكسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر تحت ما يسمى بالتسامح والإنسانية وتأليف القلوب والحوار ونبذ الشذوذ والعداء والتطرف والتعصب، الاعتزاز بكل ما يتلقى من الكفار والغرب وإن خالف الإسلام باسم المدنية والتقدم أو الحضارة والرقي أو الموضة أو الفن، وازدراء التمسك بآداب الإسلام ورميه بالرجعية والتخلف، الاحتفال بأعياد الكفار كعيد الحب وعيد رأس السنة ومشاركتهم وتهنئتهم بذلك، التشبه بهم، الركون إليهم، تعظيمهم كتسميتهم سادة ونحوه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام