أما الإجماع، فدليله إجماع الصحابة على تكفير أنصار أئمة الردة من مسيلمة وطليحة وسجاح والممتنعين عن الزكاة في عهد أبي بكر رضي الله عنه، ولم يفرقوا بين تابع ومتبوع، وسيأتي مزيد تفصيل إن شاء الله في الطوائف الممتنعة.
فحكم الطائفة الممتنعة وأنصارها سواء فيما لهم وعليهم، سواء كان ذلك الحكم إيجابيا أو سلبيا، قال شيخ الإسلام"فأعوان الطائفة الممتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم"وقال أيضا"والطائفة إذا انتصر بعضها ببعض حتى صاروا ممتنعين فهم مشتركون في الثواب والعقاب كالمجاهدين لأن الطائفة الواحدة الممتنع بعضها ببعض كالشخص الواحد"انتهى من مجموع الفتاوى.
وقال في مختصر الفتاوى المصرية"إذا عاد أحد مقاتلا ممتنعا من الطائفة المفسدة الذين خرجوا عن الطاعة وفرقوا الجماعة وعدوا على المسلمين في دمائهم وأموالهم بغير حق، وقد طلبوا القيام ليقام فيهم أمر الله ورسوله، فالذي عاد منهم مقاتلا ممتنعا يجوز قتاله ولا شيء على من قتله، بل المحاربون يستوي فيهم المعاون والمباشر عند جمهور الأئمة أحمد ومالك وأبي حنيفة، فمن عاونهم كان حكمه حكمهم، ويجوز بل يجب بإجماع المسلمين قتال كل طائفة ممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة مثل الطائفة الممتنعة عن إقامة الصلوات الخمس أو عن أداء الزكاة وعن الصيام المفروض ومثل من لا يمتنع عن سفك دماء المسلمين وأخذ أموالهم بالباطل ومثل ذوي الشوكة المقيمين بأرض لا يصلون بها ولا يتحاكمون بينهم بالشرع الذي بعث الله به رسوله"انتهى.
8.معاداة هؤلاء الأنصار لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ودينه بحربهم للإسلام والمسلمين، وإماتتهم الشريعة، وحربهم المطالبين بها والمجاهدين في سبيل الله بالسجن والتضييق والتعذيب والقتل والمطاردة وغير ذلك، وإعلائهم لشرائع الكفر وقوانينه وحمايتهم لكل معاد للشريعة ومحارب لها كالطواغيت والإعلاميين ووسائل الإعلام والعلمانيين وغيرهم ممن يصرح بالسخرية والسب والاستهزاء بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام، وهذا مناط مكفر، قال تعالى"من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين"حتى ولو ادعوا بقلوبهم حب الله ورسوله والإسلام، فإن أفعالهم تناقض ذلك وتفصح عن العدواة.
9.الدخول في تولي هؤلاء الطواغيت للدول الكافرة على المسلمين الموالاة الكفرية، فطواغيت الحكم في هذا الزمان يتولون الدول الكافرة على المسلمين ويناصرونهم عليهم بالقول والفعل سواء في الحرب على المجاهدين تحت مسمى الحرب على الإرهاب أو القبض على المطلوبين المسلمين وتسليمهم لهؤلاء الدول أو إمدادهم بالمعلومات ضد المسلمين ونحو ذلك، وذلك إنما يتم بأنصار هؤلاء الطواغيت، فهم الذين يباشرون ذلك بإيعاز من الطاغوت، وهذا غير التولي السابق للطواغيت، فالأول تولي للطواغيت المرتدين على المسلمين، وهذا تولي للكفار الأصليين وكذا المرتدين على المسلمين، وكلاهما مناط مكفر.
10.أن هؤلاء المناصرون هم الذين يحمون الطاغوت ويحمون سلطانه ودساتير الحكم والقوانين النافذة من الدساتير الوضعية، وهم الذين يحيلون بين الناس وبين حكم الله تعالى، بل ويستميتون في الدفاع عن النظام الكفري ويقاتلون في سبيله ويموتون