من أجل بقاءه والحفاظ عليه ويصمون من عارضه وخرج عليه بالخيانة والإجرام ويعاقبونه بالموت بتهمة الخيانة الوطنية، فلولا أنصار الطاغوت وأعوانهم لما كان هؤلاء الحكام في الحكم ولما داموا عليه، فهم السبب في بقاء هؤلاء الحكام المرتدين وهم السبب في قوة سلطانهم ودوام حكمهم ولهذا وصف الله تعالى جنود الحاكم الكافر بالأوتاد لأنهم هم الذين يثبتون حكمه وملكه وهم سبب بقاء الكفر، قال تعالى"وفرعون ذي الأوتاد"أي الجنود الذين يقوون أمره.
فلو نظرنا إلى وظائف ومهام أنصار الطواغيت من الجنود والعساكر المنوطة بهم لتبين ذلك، فمن الوظائف والمهام المنوطة بهم في دساتيرهم:
المحافظة على النظام العام للدولة، بما يعني استمرار العمل بالدساتير الوضعية الكفرية ومعاقبة كل من يعارض ذلك أو يحاول تغييره.
حماية الشرعية الدستورية، وهي عبارة تعني حماية الكافر نفسه، لأنه يعد عندهم حاكما شرعيا بموجب الدستور، لأنه جرى تنصيبه وفق الإجراءات المبيّنة بالدستور الوضعي.
تأكيد سيادة القانون بتنفيذ ما يوجبه الدستور والقانون، ويدخل في ذلك تنفيذ الأحكام الصادرة عن المحاكم الوضعية الطاغوتية.
فإذا كان هؤلاء الحكام كفروا لكونهم لا يحكّمون شرع الله، فإن كل من عاونهم وناصرهم ودافع عنهم أو ذب عن ملكهم يكون حكمه حكمهم، فهو كافر مثلهم، إذ من المعلوم أن أعوان الطواغيت وأنصارهم هم المباشرون لحماية الطاغوت ونظامه والدفاع عن دستوره وقوانينه الوضعية، وهم كذلك المتسببون في ظهور الكفر البواح في بلاد المسلمين بتنفيذهم للأحكام الوضعية الكفرية اللعينة على المسلمين، وحكم المباشر للشيء في الإسلام لا ينفك عن حكم المتسبّب فيه كما هو منصوص عليه عند الفقهاء، فتبين من ذلك أن أنصار الطواغيت وأعوانهم كفار.
فهذه عدة مناطات مكفرة لهم، فمن سلم من مناط واحد لم يسلم من مناطات أخرى، ومن حصل له مانع من تكفيره في مناط واحد لم يلزم ذلك أن يكون مانعا من تكفيره في مناط آخر.
وزيادة على هذه الأدلة أن الطائفة الممتنعة كما سيأتي إن شاء الله لا يتبين في حقها توفر الشروط وانتفاء الموانع حتى يحكم بالكفر عليها لامتناعها، بل يحكم بلا نظر في ذلك.
-أنصار الطواغيت قسمان:
الأول: المناصرون بالأقوال:
كبعض علماء السوء والمتعالمين الذين يسبغون الشرعية الإسلامية على الحكام الكافرين، ويدرأون عنهم تهمة الكفر، ويذودون عنهم بأقوالهم ويسفهون المسلمين المجاهدين الخارجين عليهم، ويتهمونهم بالمروق والضلال، ويغرون الحكام بهم، وكذا يدخل فيهم بعض الكتاب والصحافيين والإعلاميين الذين يقومون بنفس العمل والمناصرة بالقول.
قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول"المحاربة نوعان: محاربة باليد ومحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدين أنكى من المحاربة باليد"انتهى.