فأولهم من خرج على أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين حكَّم الحكمين.
ثم خرج من خرج على معاوية رضي الله عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من شق عصا المسلمين"والمسلمون في إسلام دامج،"فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه". [1]
فيسألهم المسئول عنهم والإمام في أي وقت خرجوا؟ يعني كلُّ إمام كلُّ ولي أمر يسألهم هذا السؤال: ما تنقمون أنتم أيها الخوارج؟ ماذا تريدون؟
فإن ذكروا ظلامة أو شيئا ينكرون؛ أنصفهم واستتابهم، كأن يقولوا: نحن مظلومون، أو كذا، فإن تابوا قبلهم، وإن استمروا على باطلهم قاتلهم إلى أن يتوبوا، أو يأتي عليهم السيف على الشرائط المقررة في قتالهم.
يعني ليس هكذا سبهللا، [2] 9 هناك شرائط معينة، منها: ألا يتبع مدبرهم، من هرب لا نتبعه، ولا يذفَّف على جريحهم، يعطيهم للعلاج، فاليهود وهم أعداؤنا يأخذون الجرحى السوريين وغيرهم ويعالجونهم عندهم.
ومنهم إلى اليوم خلق كثير في سائر أطراف الأرض، قد افترقوا فرقا وتسموا بأسماء كثيرة، النجدات من الخوارج والأزارقة والإباضية، والقيسية والعجاردة والصرفية، والرشيدية والثعالبة والعونية والفضلية، وقد غيروا كثيرا من أحكام الشريعة، هذا في القرن الخامس الكلام، يتكلم الزنجاني عنه رحمه الله في شرحه لهذه الأبيات، ويقول: نسأل الله السلامة.=
(1) الوارد عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ", (د) (4758) .
(2) (9 في النهاية في غريب الأثر: [سبَهْلَلاً أي فارغاً ليس مَعَه من عَمَل الآخرة شئٌ. يقال جاء يمشي سَبَهْلَلاً إذا جاء وذَهَب فارغاً في غير شيء] .