فهرس الكتاب
الصفحة 47 من 76

فالخوارج يسلطون ألسنتهم وسيوفهم على الأمة من ولاة الأمور والحكام، من علي بن أبي طالب، وقبله النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن يأتي الله بأمره سبحانه وتعالى، كلما ظهر منهم قرن قطع، نسأل السلامة.

في الدنيا هم في ضلال، وفي الآخرة في سعر، هذين الوصفين الضلال في الدنيا، وأنهم كلاب أهل النار في الآخرة واضحة في أحاديثه صلى الله عليه وسلم.

30 -وَيُورِدُهُمْ مَا أَحْدَثُوا مِنْ مَقَالِهِمْ * * * لَظًى ذَاتَ لَهْبٍ لاَ تُبَقِّي وَلاَ تَذَرْ

يوردهم ما أحدثوا من مقامهم لظى، من أسماء جهنم سقر، والسعير ولظى، هذه بدعتهم التي أحدثوها توردهم لظى، واللظى أيضا من أسماء النار، ذات لهب، سبحان الله، قال: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ} . (المدثر: 26 - 28) ، {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} . (المعارج: 15، 16) ، {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} . (الليل: 14)

لما أُتي -في أيام معاوية رضي الله تعالى عنه، وقيل في أيام عبد الملك بن مروان- أُتي برؤوس الخوارج إلى دمشق، وقطع الرؤوس ليس من هدي الإسلام ولا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكره ذلك أبو بكر رضي الله تعالى عنه، لكن كأنها كانت عادات في الجيوش، وفي الفتوحات وما شابه ذلك، نسأل الله السلامة.

فأحضر رؤوس الخوارج إلى دمشق، ونصبت بها، لما رآها أبو أمامة سليم بن عجلان الباهلي رضي الله عنه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخوارج كلاب أهل النار، هذا حديث طويل اختصر منه هذا المقطع. [1]

وإنما أبو أمامة بكى لما رأى هذه الرؤوس، وعرف أنهم خوارج، كيف ضلوا؟ كيف خرجوا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم والسنة؟ يخرجون إلى هذا الأمر على ولاة الأمر، وكأنهم مسلطون يعني في عهد عليٍّ لم يقاتلوا الروم ولم يقاتلوا فارس، وهكذا في بقية المعارك، فلا يقاتلون إلا المسلمين، يحكمون عليهم بالردة والكفر، ويأتي

(1) عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: (رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ) ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ:"كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ"، ثُمَّ قَرَأَ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (آل عمران) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: (أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!) قَالَ: (لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، حَتَّى عَدَّ سَبْعًا؛ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ (( ت) (3000) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام