(ما ابتدع مبتدع، ولا أحدث هذه الأحداث محدِثٌ إلا لثِقَل الشريعة) ، =فالشريعة تكون ثقيلةً عليه،
(والأمر والنهي عليهم) ؛ لأجل هذا يذهبون إلى البدع والأهواء، لكنَّ البدعَ والأهواءَ تجد لها حلاوةً في القلب، حلاوةً تننتشر، فينسى ممكن أن يدفع الأموال مقابل هذه اللذة التي وجدها، ممكن بدمه ولو قتل، وهو مستمر في هذا الشيء، لكن يجلس ساعة في حلقة علم ودرس دين، يجدها ثقيلة كما قال.
(إلا لثقل الشريعة، والأمر والنهي عليه) ؛ لأنه غِلٌّ على الأيدي والأعناق، وغِلٌّ على الأرجل، الأمر والنهي غِلٌّ، يمنعك أن تفعل المحرمات، ويمنعك أن تغضب الله عز وجل،
(فلما عجزوا عن حمله والقيام به، وحسوا الاصطلامَ مِن الأمة في تركه، والخروجِ منه، خرقوا كلامًا ربطوا به العامَّة) ، والاختراق أي افتعال شيء، {وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} . (الأنعام: 100) ، فالخلق غير الخرق، الخلق الإيجاد، والخلق الكذب.
(وغاية هذا الأمر راجع إلى رفع الدين) =وإلغاء أحكامه= (وإباحةَ المحظورات) .
26 -وَخُذْ وَصْفَهُمْ عَنْ صَاحِبِ الشَّرْعِ إِنَّهُ * * * شَدِيدٌ عَلَيْهِمْ لِلَّذِي مِنْهُمُ خَبَرْ
=أي خذ صفات أهل الأهواء والبدع، كما بينها نبينا صاحب الشرع الحنيف، صلى الله عليه وسلم، إنه جلاهم ووصفهم وذمهم ذمًّا شديدا عليهم، لماذا؟
لِلَّذِي مِنْهُمُ خَبَرْ: أي لما أطلعه الله سبحانه وتعالى عليه وأعلمه به، من صفاتهم ونعوتهم، فمن هذه الصفات الشديدة، فوصفهم بالكلاب، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ". [1]
وحرمهم من قبول التوبة، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إِنَّ اللهَ حَجَبَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ". [2] ، وفي رواية:"إن الله احتجر التوبة على كلِّ صاحب بدعة". [3]
(1) (جة) (173) .
(2) صححه الألباني في ظلال الجنة: (37) .
(3) انظر حديث رقم (1699) في صحيح الجامع.