لذلك لابد من الوصف بالخبر للقديم، نخبر عن الله عز وجل، فنقول: قديم بلا ابتداء، كما قال ذلك الطحاوي في عقيدته، فقوله: (قديم بلا ابتداء) حتى يفر من القديم الذي هو قبله غيره،= لكن يغني عنه =عن لفظ القديم= اسمه الأوّل، =فالأول اسم من أسماء الله عز وجل، يعني لا أحد قبله، فقد قال سبحانه: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} . (الحديد: 3) ، وفي الحديث:".. اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، ...". (م) (2713) ، فلماذا تقول: قديم؟! لكن من باب الإخبار لا مانع.
وما يسميه الناس بـ (الموجود) ، فيقولون: (الله موجود) تقول: نعم موجود، لكنه ليس اسما من أسماء الله تعالى؛ لأن الموجود اسم مفعول، ويحتاج إلى فاعل، هذا من ناحية اللغة، لكن من ناحية الإخبار أنه موجود مقابل المعدوم نعم، لكن ليس من أسمائه لكن من باب الخبر.
حليم= والحليم الذي وسع الكائنات بحلمه، فلم يعاجل الكفار والعصاة بعقوبة، =ما عاجَلَهم= بل أمهل الكافرين أمهلهم رويدا، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ} =فجأة مباشرة،= {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} . (النحل: 61) .
=كذلك من حلمه سبحانه وتعالى، أنه قد تدعوا المرأة على أولادها بالعمى أو بالطرش أو بالموت، وهذه نسمعها كثيرا، تدعو بهذا الشيء، وكذلك نعكس هذه القضية أن بعض الناس قد يدعو بالخير، وما يظنه خيرا له بالزواج أو بكثرة الأولاد، وعندما يأتيه الأولاد يدعو عليهم، وعندما تسرق الأموال منه فيكفر، نسأل الله السلامة، لذلك أمثال هؤلاء الله لا يعطيهم مباشرة، قال سبحانه:= {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} . (يونس: 11)
=ومن صفاته= عالم الغيب، =والعجيب أنه في اثني عشر موضعا تقريبا في كتاب الله سبحانه وتعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} . (الحشر: 22) ، في عشرة منها، واثنان بدون كلمة الشهادة، {عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً} . (الجن: 26) ، لكن البقية {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} .
ولو نظرنا إلى الآيات التي لم تذكر فيها كلمة الشهادة، تتكلم عن علم الله بالأرض والسماوات وما شابه ذلك، فلا يعزب عن علمه مثقال حبة، قال سبحانه وتعالى:= {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} =السماوات والأرض الآن شهادة، ذَكَر الغيبَ