ولم يعتمد الفيروزآبادي على صحيح البخاري فحسب بل اعتمد على كتاب آخر من كتب الإمام هو (الأدب المفرد) فقد اعتمد عليه أحياناً، ففي بصيرة (الصبر) أورد حديثاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه الإمام البخاري في كتابه: (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان فقال: الصبر والسماحة) [1] وعقب الفيروزآبادي على هذا الحديث قائلاً: وهذه من أجمع الكلام، وأعظمه برهاناً وأوعى لمقامات الإيمان من أولها إلى آخرها [2] .
وكثيراً ما كان يورد أحاديثَ اتفق عليها الشيخان (البخاري ومسلم) ففي بصيرة (الصدق) يقول: وفي الصحيحين [3] : (إنَّ الصدق يهدي إلى البر، وإنَّ البر يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإنَّ الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كِذاباً) [4] .
(1) لم أقف على هذا الحديث في الأدب المفرد، وإنما أخرجه عبد الرزاق الصنعاني، وابن أبي شيبة، والإمام أحمد، وعبد بن حميد، وأبو يعلى. مصنف عبد الرزاق: أبو بكر عبد الرزاق ابن همام الصنعاني، ت 211هـ، المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة الثانية - 1403هـ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، كتاب الصلاة، باب فضل التطوع، رقم 4843، 3/ 72، مصنف أبي شيبة: الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار: أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، ت 235هـ، مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى 1409هـ، تحقيق: كمال يوسف الحوت: كتاب الإيمان والرؤيا، رقم 30393، 6/ 167، مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث عَمْرِو بن عَبَسَةَ - رضي الله عنه -، رقم 19454، 4/ 385، مسند عبد بن حميد، حديث عَمْرِو بن عَبَسَةَ - رضي الله عنه -، رقم 300، ص 124، مسند أبي يعلى حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، رقم 307، 3/ 380 وقال محققه إسناده ضعيف.
(2) ينظر البصائر 3/ 380 بصيرة في صبر.
(3) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119] وما يُنْهَى عن الْكَذِبِ، رقم 5743، 5/ 2261، صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، بَاب قُبْحِ الْكَذِبِ وَحُسْنِ الصِّدْقِ وَفَضْلِهِ، رقم 2607، 4/ 2012.
(4) البصائر 3/ 403 بصيرة في صدق.