المبحث الثَّاني
عصره
أولا: الحالة السياسية:
بعد سقوط بغداد على يد المغول بقيادة هولاكو سنة (656هـ) والذين عاثوا في أرجائها فسادا انقسمت الدولة الإسلامية إلى دويلات صغيرة مترامية الأطراف , فكانت مصر والشام في حوزة المماليك من سنة (648هـ) إلى سنة (923هـ) وهم أتراك , وكان العراق وفارس تحت سلطة الدولة الإلخانية وهي مغولية, وبعدها أصبحت تحت السيطرة التيمورية المغولية , فامتدت سلطة المغول من حدود الهند شرقا إلى حدود سوريا غرباً، أما دولة المماليك فكانت من حدود سوريا شرقا الى آخر حدود مصر غربا.
وقد ساد العرب والبربر ما وراء ذلك من حدود مصر شرقا إلى شواطئ المحيط الأطلسي غرباً, وفي اليمن كانت إمارة عربية عاصمتها زبيد [1] .
بعد أن سقطت بغداد لم تبق الخلافة العباسية كسابق عهدها وإنما غدت رمزية لا حول لها ولا قوة , وعندما انتقلت إلى مصر كانت السلطة الحقيقية بيد المماليك الذين يخلعون خليفة وينصبون آخر [2] .
(1) ينظر: تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان 3/ 110.
(2) ينظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 477 , وما بعدها , وحسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة: جلال الدين أبو عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى 1387هـ 1967م، 2/ 2 وما بعدها، وعصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي: محمود رزق سليم، مكتبة الآداب ومطابعها ـ القاهرة، الطبعة الأولى 1979، 2/ 59.