المبحث الثالث
رحلاته ووظائفه
أولاً: رحلاته:
كان لابد لكل طالب علم أو ساعٍ إليه أن يجوب البلاد طلباً لذلك وقد مر علينا انتقاله من مدينة صباه متوجها إلى شيراز سنة (737هـ) وهو في الثامنة من عمره، وفي عام (745هـ) توجه قاصداً العراق، فدخل واسطاً، وقرأ بها القراءات العشر على الشهاب أحمد بن علي الديواني، ثم دخل بغداد في السنة المذكورة فأخذ عن التاج محمد بن السباك، والسراج عمر بن علي القزويني، وعليه سمع الصحيح، وقرأ عليه مشارق الأنوار للصاغاني في الحديث [1] .
وبعد لقائه بقاضي بغداد الشرف عبد الله بن بكناش مدرس النظامية أسند إلى الفيروزآبادي مهمة التدريس في هذه المدرسة، فكانت من أوائل الوظائف التي أسندت إليه، وكانت مدة بقائه تقدر بعشر سنين [2] .
ثم رحل إلى دمشق فدخلها سنة (755هـ) فأخذ عن علمائها ومحدثيها، كقاضي القضاة التقي السبكي، وابنه التاج عبد الوهاب وأكثر من مئة شيخ، منهم ابن الخباز مسند دمشق، وابن قيم الضيائية عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثم طاف في بلاد الشام حتى استقر في بيت المقدس، وقضى به نحو عشر سنوات، وولي به تداريس وتصادير، وظهرت فضائله وكثر الآخذون عنه [3] .
(1) ينظر: الضوء اللامع 10/ 79 - 80، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 26، وشذرات الذهب 1/ 126.
(2) ينظر الضوء اللامع 10/ 80، وتاريخ العراق بين احتلالين 3/ 41.
(3) ينظر الضوء اللامع 10/ 80، وطبقات المفسرين للداودي 2/ 276، ومقدمة تحقيق البصائر 1/ 5.