المبحث الثَّالث
الإسلام والإيمان والفرق بينهما
إنَّ الاسم الديني الذي يجمعنا شعوباً وقبائل وأقواماً في أُمَّةٍ واحدةٍ هو الإسلام. قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19] . فنحن مسلمون حيث كُنَّا، ومِنْ أَيِّ عرق انحدرنا، وبأي لغة نطقنا، وكذا الاسم حقيقة تمثل بالمبادئ التي بني عليها الإسلام، وبالمنهاج العملي الذي رسمه، والذي يعني الإيمان، لذا فمتى اعتنق الفرد هذه المبادئ، وارتضى لنفسه العمل بهذا المنهاج، صَحَّ عليه اسم (مسلم) ، وإذا صَدَّقَ القولَ العملُ صَحَّ أن يُطْلَقَ عليه (مؤمن) [1] .
ولكي نفهم الإسلام والإيمان والفرق بينهما ـ عند الفيروزآبادي كما ورد في بصائره ـ أرى من المناسب التعريج على المعنَيَيْن اللغوي والاصطلاحي للإسلام والإيمان، والفرق بينهما.
لذلك يتضمن هذا المبحث ثلاثة مطالب، وهي:
المطلب الأول: تعريف الإسلام لغة واصطلاحاً.
المطلب الثاني: تعريف الإيمان لغة واصطلاحاً.
المطلب الثالث: الفرق بين الإسلام والإيمان.
(1) ينظر: العقيدة الإسلامية وأسسها: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، دار القلم ـ دمشق، الطبعة الخامسة 1988م، ص 77.